Home > Work > CULTURAL SIDE OF ISLAM (Islamic Culture)

CULTURAL SIDE OF ISLAM (Islamic Culture) QUOTES

1 " وقد بدأت عصبة الأمم في محاولةٍ منها لتحقيق جزء من هذه الأُخُوَّة التي جاء بها الإسلام، وذلك من أجل التأليف بين قلوب الدول الأوروبية المختلفة، ووضع إطار لقانون دُّوَلي يفضي إلى السلام والتقدم. لكن كانت باكورة عصبة الأمم معيبة؛ لأنها تقر بمبادئ القومية العدوانية والإمبريالية. لذلك؛ عليها أن تتعامل مع الدول التي تعتبر تلك المبادئ المعادية للإنسان بمزيد من الاحترام. فبدايتها معيبة، أي لا تصلح لتحقيق الأُخُوَّة كما في الإسلام، فمن الصعب جدًا أن نرى كيف يمكن أن تصل إلى الحل الحقيقي للمشكلة، وهو أن تتمتع عصبة الأمم بنفس الحقوق التي يتمتع بها الأفراد. علاوةً على أنه يجب تطبيق نفس القوانين والمعايير الأخلاقية كما هي مطبقة على الأفراد. فإذا ما أرادتْ عصبة الأمم أن تنهض فعلًا، فعليها أن تتخذ من الأُخُوَّة التي جاء بها الإسلام أنموذجًا لها؛ فالناس هنا – في العالم الإسلامي – على قلب رجل واحد، على الرغم من ضعف العالم الإسلامي. فإن تضامن الشعوب وترابطهم لا يضعف حتى ولو ضَعُفَتْ الحالة السياسية في العالم الإسلامي. وقد نرى أن بعضًا من النقَّادِ صاحوا في كل مكان بقولهم: (حتى لو ادَّعى المسلمون بأنهم قوميون، فهذا ليس من باب الحب الوطني؛ بل إنه من باب التشدد الديني). إنهم يريدون أن نتبادل وجهات نظرنا المستقبلية في مقابل وجهة نظرهم المستقبلية للقومية العدوانية؛ أي بمفهومها السلبي. فإذا فعل المسلمون ذلك، فإنهم بذلك يُحقِّقون قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ٦١﴾ [البقرة: 61]، فإنهم سيفعلون مثل ما فعل بنو إسرائيل قديمًا. أما الإسلام فهو متقدم بثلاثمائة سنة عن أوروبا في مثل هذه الأمور. "

Marmaduke William Pickthall , CULTURAL SIDE OF ISLAM (Islamic Culture)

2 " ولا يستطيع أحد ممن درس القرءان وفحصه أن يُنكِرَ أنه وعد الإنسان بالفلاح في الحياة الدنيا والآخرة، إذا اهتدى بهديه وامتثل لقوانينه، وأن القرءان يهدف إلى فلاح الإنسانية جمعاء؛ وهذا الفلاح يتحقق بتنمية مواهب الإنسان وقدراته.
وإذا كانت تلك التنمية في المجتمع المسلم غير خاضعة لما جاء في القرءان الكريم أو لما جاء عن النبي ﷺ، فإنه يجب أن يُبْحَثَ هذا الأمر من أصله خارج النظام الإسلامي. فلا يمكن للمسلمين أن يأملوا في نجاحٍ يأتي من اعتمادهم تلك التنمية، مع أن تلك التنمية ليست بالضرورة أن تكون ضد النجاح. وأما إذا كانت أي تنمية تتعارض مع الهَدي القرءاني والتعاليم النبوية الشريفة، فإن تلك التنمية أو ذلك الاستحداث في المجتمع ليس على النهج الإسلامي، وأن ذلك حتمًا يسير في الاتجاه المضاد للنجاح والفلاح. وذلك يعني ببساطة أن المسلمين يقعون في كارثة إذا وافقوا على ذلك الاستحداث أو تلك التنمية أو تبنيهم لها. "

Marmaduke William Pickthall , CULTURAL SIDE OF ISLAM (Islamic Culture)

4 " هناك شيء في اللغة العربية يُفْسِحُ المجالَ للتَكرار الإيقاعي وتمديد العبارات. ونرى ذلك من خلال السيد تالبوت كيلي Mr Talbot Kelly – الذي يعرف الناس في أقصى مكان بمصر من خلال أسفاره كمستشرق وفنَّان – كيف كانت (مجاملة العالم القديم).
يقول السيد تالبوت كيلي: (إنَّ كثيرًا ما يُلْقِي أحدُ المصريين السلامَ عليَّ، ويسألني: "كيف حال عملك؟").
فأجيبه: الحمد لله!
فيرد عليَّ: (وسَّع الله عليك! ربنا ورسوله أعلم بالطيبين الصالحين).
فتتخلَّلُ هذه الصور البلاغية الجميلة شمائلها – في بلاد الشرق – تعبيراتُ جميع الطبقات، لا فرق فيها بين غني وفقير من الفلاحين. وكل ساعة قضيناها في الحقول والقرى والقنوات المائية، نتبادل التحيات والترحيبات مع الفلاحين، لا سيما المصافحة باليد. فلو افترضنا – مثلًا – أن شابًّا جامعيًّا إنجليزيًّا لديه يد واحدة – يا له من افتراض مثير للاشمئزاز – كيف يتبادل مع مسلم المصافحة باليد، لأن المسلم يعتبر هذه هي الطريقة الصحيحة الوحيدة التي تُبَرْهِنُ على صحة ما يقوله بلسانه (السلام عليكم) مع الباشا أو العبد الخادم؟! "

Marmaduke William Pickthall , CULTURAL SIDE OF ISLAM (Islamic Culture)

5 " فقد أعاد الإسلامُ مفهوم (الدين) إلى طبيعته؛ أي أن قبل الإسلام كان الدين قاصرًا على الشئون الدينية والتبشير بما هو آتٍ في الآخرة، أما الدين الإسلامي فهو دين لشئون الدنيا والآخرة معًا، وهذا يتضح تمام الإيضاح لكل مَن اتبع سبيله وتلا آيات كتابه الكريم. فمفهوم الدين في الإسلام ليس صعب المنال، فيُبشر أتباعه بما هو غيبي وحسب؛ بل إنه دين يُبشر أتباعه هنا في الحياة الدنيا، وهناك في الحياة الآخرة أيضًا. ظلَّ الوثنيون في شبه الجزيرة العربية يطلبون من الرسول الكريم ﷺ معجزةً من أجل تعزيز هذه الحقيقة التي أخبرها لهم في قول الله سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا "٦" وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا "٧"﴾ [الفرقان: 7، 8].
وقد أجاب الله تعالى على الوثنيين والمشركين جوابًا قاطعًا يبين فيه أن المعجزات ليست دليلًا على صدق الرسول الذي أرسله الله عزَّ وجل، وليس الهدف منها إغواء العقل الإنساني وفتنته، أو ليس الهدف من المعجزات استغلال عواطف الناس ومشاعرهم باسم الإله. فقال الله ردًا على هؤلاء ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا "٢٠"﴾ [سورة الفرقان: 20].
هذا يعني أن الأقوام السابقين كانوا يعتقدون في أنبيائهم ورُسُلِهم القوى الخارقة، أو كأنهم كائنات غير طبيعيين ليسوا من أهل الأرض، وأن رسالاتهم وشرائعهم من أجل استغلال عقولهم باسم الله العظيم! فأجابَ اللهُ النبيَّ الخاتمَ سيدنا محمد ﷺ أن المُرسَلين السابقين من أهل الأرض، يأكلون ويمشون في الأسواق، ويتزوجون، ويُنْجِبون.
ووفقًا لتعاليم الإسلام، فالمعجزات ليستْ دليلًا على الألوهية، رغم أنها في حد ذاتها خارقة للعادات وباسم الله الحق، وإنما هي مرحلة معينة من التقدم الإنساني صوب الهدف، حيث تصير تلك القوانين الخفية عن جموع الناس ظاهرةً. إن لسيدنا رسول الله ﷺ معجزات كثيرة، ولكن لا يخطر ببال مسلم أن يقتبسها كدليل على رسالته الإلهية؛ لأن القرءان الكريم وأقوال رسوله وأفعاله وحياته كلها ﷺ، كل شيء يتحدث عن نفسه، وجميعهم أعلى من المعجزات. "

Marmaduke William Pickthall , CULTURAL SIDE OF ISLAM (Islamic Culture)