Home > Work > سقوط الجدار السابع
1 " السعادة الانسانية الحقيقية لا تبنى على ما هو نقيض للحاجات الانسانية , لا تبنى على التنازل , لأنه اقتراب من الحيوانية بهذا المعنى , "
― حسين البرغوثي , سقوط الجدار السابع
2 " أما الخوف عند الرجل المضحك فهو تجريد الأنسان من انسانيته و حريته لان حرية الانسان تعني انه ليس لعبة , بل بشرا له كيانه المستقل ,و الحرية المرعبة ليست حرية حقيقية لانها تسيطر على الفرد الموجود فيها , فتصبح وجها اخر للعبودبة و مخاوفها و قلقها و اهاناتها , لهذا تكون عدم الثقة بالنفس و احتقار الذات مشاعر مرافقة للخوف , للحرية المرعبة , "
3 " المتنبي , في الحقيقة انه شخصية تحس بعقدة نقص كبيرة لان الحاجات التي لا تروى تشعر الانسان بالضرورة أنه غير مكتمل , و الفخر المطلق بالذات ليس إلا تغطية لهذه العقدة . "
4 " الشارع هو هو؛ ولكني أنا الذي تغيرت". "
5 " لكن الذات المكتفية بذاتها , الذات الأنانية المتقوقعة و المستقلة دون "نقطة ارتكاز في الواقع الملموس " بدون سبب رئيسي و لافهم حياة ثابتين , ليس الا ذاتا فارغة امام حرية مرعبة في ان تختار ما تشاء , لابد هنا من رفض هذ الذات و احتقارها لان استقلالها استقلال وهمي فقط , و تكفي أي هزة لتحطيمه , هنا يصبح الانتحار أعلى أشكال توكيد الذات لأنه الخطوة الأخيرة الممكنة في الاتجاه نفسه : إنه الفعل الحقيقي الذي يقلب وجود الفرد رأسا على عقب دون أن، يتطلب تغيير الاتجاه جذريا "
6 " إن الحياة بحث عن التطابق بين الجانب النفسي من الحاجات و الجانب الخارجي من الحاجات . مثلا بين الحاجة للأكل و بين الأكل الذي على المائدة . لكن سقوط السبب الرئيسي و انهيار فهم الحياة يحدث تغيرا جوهريا في عملية البحث عن تحقيق التطابق . يتحول البحث من بحث يستهدف تحقيق التطابق بالممارسة العملية إلى بحث يستهدف الذات ( معرفة الذات أو البحث عن هوية مثلا ) . هذه بداية الانسحاب من العالم الخارجي اي اعتبار مواضيع الحاجات غير حقيقية .فالرغبة في العثور على الذات و معرفتها تقود الى مجموعة هائلة من الرغبات الجديدة نوعيا . الرغبة في الأكل مفهومة طبيعية ..... لكن الرغبة في معرفة الذات رغبة مجردة . إنني لا أعرف ما الذي أريده بالضبط ولا حتى كيف أصل إليه ( البحث عن السب الرئيسي مثلا يعني اني لا اعرفه بل ابحث عنه ) ...... تتميز ارغبات الجديدة بانعدام مواضيعها الملموسة في العالم الخارجي , إنها رغبات ذاتية تستهدف الحصول على شيء ذاتي و نفسي و غير محدد . "
7 " كلنا نتمرغ في الوحل ولكن بعضنا يتطلع من وحله الى النجوم "
8 " إنسان القرن السابع عشر كان يؤمن بربه، وإنسان القرن التاسع عشر بنفسه، وإنسان القرن العشرين لم يعد يؤمن بشيء "
9 " أبنيّ !لا تعش في الدنيا مستأجراًكمن جاءها ليصطاف..عش دنياك كأنها بيت أبيكثق بحبة القمحثق بالأرضثق بالبحرو أكثر من ذلك ثق بالانسانأحب الغيوم، الاله، الكتابو لكن أكثر من ذلك أحِبْ الانسانأحس بحزن الغصن الذي يجفبحزن النجمة التي تنطفىءبحزن الحيوان العليلولكن أحس قبل ذلك بحزن الانسان. "
10 " العالم الذي يمكن تفسيره حتى ولو بأسباب رديئة هو عالم مألوف ولكن الانسان يحس بالغرابة في كون يتجرّد من الأوهام و الضوضاء. "
11 " من الممكن أن يتحطم الإنسان ولكن من المستحيل أن ينهزم "
12 " إن الفرد - الاله يقيس الانسان الواقعي بناء على أخلاق و قيم و معايير متعالية، الهية مطلقة، هذا تناقض حاد و مأساوي في داخل فكرة الغير، إنه يريد من الإنسان الواقعي أن يصير إلهاً حتى يستطيع عبادته فعلاً، لهذا تتولد رغبة جارفة، جوع هائل للانسان الخيالي، الالهي، مع فشل كامل في حب الانسان الحقيقي، الواقعي العادي بكل سلبياته و ايجابياته. هكذا يتولد الاغتراب حيث تبدو المسافة التي تفصل النجم عن الآخر، ليست بأقل من المسافة التي تفصل الانسان عن أخيه، الاغتراب نفسياً شعور بالنفي في العالم، شعور بصقيعية العلاقات التي تربطه بالبقية، إنه اله في المنفى و بالتالي غريب عن الآلهة و عن البشر معاً، هكذا لا يجد الفرد - الاله إلا طريقاً واحداً وهو الموت في داخل نفسه. "
13 " بيرانديللو" في مسرحيته "لكل حقيقته" يعرض شخصية امرأة مجنونة. هنالك من يبرهن أنها مجنونة. هنالك من يبرهن أنها عاقلة. ولكن هنالك من يبرهن أنها ليست موجودة على الاطلاق. لكل من هؤلاء حقيقته التي يؤمن بها ويعتبرها حقيقة مطلقة بغض النظر عن مدى صحة ذلك من الناحية الموضوعية. نحن مختلفون لأن لكل منا حقيقته. نستنتج إذن أن العلاقات الاجتماعية المختلفة تنتج بشرا مختلفين لكل منهم حقيقته. إننا مختلفون لأننا نفهم حقيقة الحياة بشكل مختلف. "
14 " السعادة الإنسانية الحقيقية لا تبنى على ما هو نقيض للحاجات الانسانية، لا تبنى على التنازل؛ لأنه اقتراب من الحيوانية بهذا المعنى، والذي لا يدرك اقتراب الانسان من الحيوانية هو أقذر إهانة توجه لقيمته كإنسان، لا يدرك بعد ما معنى وجوده، لهذا مثلا نعتبر الأمية جريمة لأنها تحرم الفرد من التفتح الروحي على إنجازات النوع البشري عبر تاريخه، وبالتالي تضعه في إسطبل واحد مع الحيوانات حتى ولو كان الأمي يعتقد أنه سعيد. يقول المتنبي:ذو العقل يشقى في النعيم بعقله.. وأخوالجهالة في الشقاوة ينعم. "