Home > Work > الفراغ الذي رأى التفاصيل

الفراغ الذي رأى التفاصيل QUOTES

3 " لِمَ أكتب؟ لأنني أخاف، لأنني أخاف على نفسي ومن نفسي، لأنني أرغب في النسيان، لأنني أتجنب، لأنني لا أريد أن أرى، لأنني أفرغ، لأنني محدود، خسرتها (أي حبيبته). كانت الملجأ والوطن، الوطن ليس بالمعنى المبتذل، بل هذا الشيء الذي يقول لك صباحاً: انهض! فإن لك شيئاً في هذا العالم، وليس النهوض إلى: 'ما تبقى لكم'. قالت له، عندما كانت على سرير المستشفى، خائفة، مريضة، في لحظة خطر: "فقدت الرغبة في أن أرجع"، بكى، ما جدوى فن لا يعيد لها، لي، لنا الرغبة في أن نرجع؟ وتذكر غرفة على شاطئ المحيط، عندما كان على كرسي قش ولم ينم منذ قرون، عم تبحث؟ قالت صديقته، سأصل الى منطقة لا أحد فيها يخاف ولا يخيف. ستكون إلهاً عندها، علقت، وأصغت لهدير المحيط.
وشرد في التعليق. إلهاً! وسيكتب الطريق، تعب من الكتابة المنهكة الخائفة، من الضحايا والمجرمين، الجريمة حل رخيص، لا بُد من خطا إله. لا وقت عنده للكتابة لأنه يرقص من زخم التجربة وأحرفه جسده، وهبت عليه رياح اللامسمى، وكتب:
ما زلنا نحيا بالعكس:
بدل العيش بلا خوف نحيا في الخوف
بدل العيش لكي نبدع شيئاً حراً، طيباً، وجميلاً،
نحيا لندمر شيئاً مات
بدل أن نستدير كخاتم الحكمة
ننفتح كزنزانة،
ولما يمر قنطار الحياة بالقرب منا
نعتقد بأننا نحن الذين نتحرك. "

حسين البرغوثي , الفراغ الذي رأى التفاصيل