Home > Work > دليلة

دليلة QUOTES

1 " والعمارةُ مطليّةُ الواجهةِ بالجير، ومُطَرطشةٌ باللونِ الأخضر الباهتِ في تناسقٍ جميلٍ، خاصةً إذا قُورِنَت بالعماراتِ التي صعدت من العدمِ على جانبيها ابتداءً من منتصفِ الثمانينيات، والّتي لم يكلّف بُناتُها أنفُسَهم عَناءَ سَتر عورةِ الطوب الأحمر، حتى بخِرقةِ الأسمنت .. هذا إذا استُثنِيَ من هذه العماراتِ مَبنَيانِ أحدهما ثمانينيٌّ كذلك وهو المسجدُ الصغير، والآخرُ عمارةٌ شاهقةٌ بُنِيَت منذ سنتين قرب مدخل الشارع .. فأمّا العمارةُ الشاهقةُ فشهقتُها كفَلَت لها طلاءً يميزُها من أقزامِ العماراتِ الأخرى .. وأمّا المسجدُ فهو المسجد .. ليضرب القبحُ كلَّ شيءٍ في شارع المواصلة، إلّا المسجد، فينبغي أن يُحفظَ ماءُ وجهِه ولو بالمتواضع من الطلاءِ والقليل من الزخارف الإسلامية .. وللأمانة لم تكن زخارفُ هذا المسجد ممّا يمكن أن يوصفَ بالقليل .. لم يبخل عليه بُناتُه من الأهالي الذين شيّدوه بالجهود الذاتية بالزينة المعروفة .. الشرّافات التي يذكر (أحمد) الاسم الذي كان المرحوم أبوه يطلقها عليها (العرائس) مازالت تمثّل له بناتٍ حجريّاتٍ مجرّداتٍ يقفن فوق أسطح المساجد مشتبكات الأيدي محيطاتٍ بالأسطح .. يشعرُ أنّ هذه العرائس أو الشرّافات هي ما تبقى من تسمية الملائكة تسميةَ الأنثى! يستغفرُ كلّما عنّ له الخاطرُ لكنه يبتسم في دَعَة! أمّا المقرنصات في جهات المسجد الأربع فيُوحي إليه الواحدُ منها حيثُما حَلَّ أنّه عودٌ معلَّقٌ بأعلى جدار المسجد، يُوشِكُ أن يلعب بأوتاره من تلقاء ذاتِه ليردد الأذان خلف المؤذِّن! "

محمد سالم عبادة , دليلة