Home > Work > أصوات العصر
1 " والحب هو هبة الفنان للقارئ.والفنان الذي يستطيع أن يمد حبل الحب بينه وبين قارئه فنان عظيم.وكما يشكر الإنسان أقدار حياته لأنها هدته إلى شريكة حياته وأنس روحه،فكذلك يشكر القارئ أقدار حياته لأنه عاش في زمن شاركه فيه فنان عظيم،ولعل هذا هو ما عناه أفلاطون،حين قال: "أشكر الله أني ولدت يونانيا لا بربريا،حرا لا عبدا،رجلا لا امرأة،ولكني فضلا عن ذلك أشكره لأني ولدت في زمن سقراط "
― صلاح عبد الصبور , أصوات العصر
2 " ولكن الفنان العظيم يعيش حياة أوسع من حياة القارئ وأطول،بل لعله لا يعيش حياته الحقيقية إلا بعد موته وموت قارئه الذي عاصره...عندئذ يسلم من المعاصرة وظلمها.فالمعاصرة قد تعطي الفنان أكثر من حقه،فيفيض عليه معاصروه،الذين يلقونه في المقهى،ويزورونه في بيته،ويرتبطون به رباط المصلحة أو العمل،ما يزيد عما يستحق من رصيد الاعجاب،وقد تعطي الفنان أدنى من حقه،فيسلبه منافسوه ما يستحق من كلمة طيبة. "
3 " إن دفء المعاصرة لا يفرخ تحته إلا ظلم الفنان أو ظلم الفن،ولكن التاريخ حكم عادل ومحايد،والكتاب الجيد يعيش حياة جديدة كل يوم جديد.ويتناوله القارئ بعد سنين أو قرون من طبعه،وفي وهمه أنه يقلب من صفحة التاريخ،فإذا بالكتاب الخالد جديد في كل شيء وكأن كل كلمة منه عاشت حياة آدمية خالدة. "
4 " إن الفراغ والجنس هما سحابات سماء هذا العصر.وكل نجم بزغ لا بد أن يكون بزوغه من خلال هذا السحاب.لقد سقطت النجوم التقليدية القديمة.تلك المثل العليا التي كانت تمجد العفة وتؤمن بالشرف،وتحترم روح الإنسان.ولم يجد الإنسان الغربي حين هجر هذه المثل العليا مثلا عليا جديدة،فأحس بالفراغ في الروح،والفراغ في الجسد،والفراغ في الوقت. "