Home > Work > شجر الليل
1 " كل مساءقبل أن يأوى إلى فراشه الكليمو قبل أن يغيب في غياهب الإغماءيطوف في خياله الحلم العقيمأن تفتح السماءأبوابها عن نبأ عظيمكل صباحقبل أن يطالع الحياة و الأحياءمسهد الجفون مقروح الفؤادسأمان مما حملت صحف الصباح من أنباءيسأل هذا الشاعر السقيمسؤاله السقيمرباه!رباه!ما سر هذه التعاسة العظيمة؟ما سر هذا الفزع العظيم؟ "
― صلاح عبد الصبور , شجر الليل
2 " يسألنى بول اليوارعن معنى الكلمة"الحرية"يسألنى برت بريختعن معنى الكلمة "العدل"يسألنى دانتى اليجيرى عن معنى الكلمة "الحب"يسألنى المتنبى عن معنى الكلمة"العزة"يسألنى شيخى الأعمى عن معنى الكلمة "الصدق"تتزاحم أسئلتهم حولى، لا أملك رداًأستعطفهم، و أنام..حين يهلُ الصباح،شرد فى الطرقات، الشمس، الأيامتسألنى القدم السوداءعن معنى الكلمة"الصمت "
3 " مُنذُ زَمانْمنذُ اعتدْتَ التفكيرَ كما يعتادُ المُدمِنُ وخزَ الأفيونْوأنا أسالُ نَفسي بِضعةَ أسئلةٍ قبلَ النَومْأحيانًا، وأنا بينَ اليقظةِ والإغماءإذ أشعرُ أني أهوى في قاعِ البئر المُعتِمْألقي عني بضعةَ أسئلةٍ مِلحاحةحتى أهوي، لا يُثقِلُ صَدري شىءلكني، أيضًا مُنذُ زَمانْيتعلّقُ في خيطِ أنفاسي، لا يُفلتُنيحتى يلتفَ على صَدغي و عَينيهذا الاستفهامُ المُحكَمْ :"ماذا قد يحدث ؟""ماذا قد يحدث ؟"لكني…إحقاقًا للحقِلا أسألُ أبدًا، لا أسألُ"ماذا قد تفعلُ؟"مخنوقًا في كُلِّ مساءٍ بسؤالي أهوى في قاعِ البِئروقدِ اعتدتُ النومَ كما يعتادُ المُدمِنُ وخزَ الأفيون.. "
4 " لكنني، هذا المساء(ممدًا ساقي في مقعدي المألوف)أحس أني خائفوأن شيئًا في ضلوعي يرتجفوأنني أصابني العيُّفلا أبينوأنني أوشك أن أبكيوأنني سقطتُ في كمين "