Home > Work > العهد الآتي
1 " كلُّ شيءٍ يفِرُّ,فلا الماءُ تُمسِكُه اليدُ,.والحُلْمُ لا يتبقَّى على شُرفاتِ العُيونْ "
― أمل دنقل , العهد الآتي
2 " أعشق أسكندريّة ،واسكنريّة تعشق رائحة البحر ،و البحر يعشق فاتنة في الضفاف البعيدة ! "
3 " وأنا كنتُ بين الشوارع وحديوبين المصابيح وحديأتصبب بالحزن بين قميصي وجلديقطرةٌ قطرةٌ كان حبي يموتوانا خارجٌ من فراديسهدون ورقةِ توت :) "
4 " لا تسألنى إن كان القرآن مخلوقا أو أزلىبل سلنى إن كان السطانلصا أو نصف نبى "
5 " من يملكُ العملةَ ! يُمسك بالوجهين! والفقراءُ: بين..بين "
6 " أحُبّكِ، صار الكَمَاَنُ كعوبَ بنادقوصار يمامُ الحدائق.قنابل تسقطُ في كُلِ آن..وغاب الكَمَاَنْ!وغاب الأمان! "
7 " قلت فليكن الحب فى الأرض ، لكنه لم يكن أصبح الحب ملكاً لمن يملكون الثمن "
8 " اذكريني!فقد لوثتني العناوين في الصُحفِ الخائنة!لوّنتني .. لأني منذ الهزيمة الأولى لا لون ليغير لون الضياع..قبلها : كنتُ أقرأُ في صفحةِ الرملِوالرملُ أصبح كالعُملةِ الصعبة،الرملُ أصبح أبسطة .. تحت أقدامِ جيش الدفاعفاذكريني، كما تذكرين المُهرّب.. والمطربّ العاطفي.وكاب العقيد.. وزينة رأس السنة..اذكريني إذا نسيتني شهود العيانِومضبطة البرلمانوقائمة التُهم المُعلنةوالوداع!الوادع! "
9 " حدقت في الصخر؛ وفى الينبوعرأيت وجهي في سمات الجوع!حدقت في جبيني المقلوبرأيتني: الصليب والمصلوبصرخت - كنت خارجاً من رحم الهناءةصرخت؛ أطلب البراءةكينونتي: مشنقتيوحبلي السري:حبلهاالمقطوع! "
10 " أيها الواقِفونَ على حافةِ المذبحهْ أَشهِروا الأَسلِحهْ! سَقطَ الموتُ; وانفرطَ القلبُ كالمسبحَهْ. والدمُ انسابَ فوقَ الوِشاحْ! المنَازلُ أضرحَةٌ, والزنازن أضرحَةٌ, والمدَى.. أضرِحهْ فارفَعوا الأسلِحهْ واتبَعُوني! أنا نَدَمُ الغَدِ والبارحهْ رايتي: عظمتان.. وجُمْجُمهْ, وشِعاري: الصَّباحْ! "
11 " عِندما تهبطينَ على سَاحةِ القَومِ, لا تَبْدئي بالسَّلامْ.فهمُ الآن يقتَسِمون صغارَك فوقَ صِحَافِ الطعامبعد أن أشعَلوا النارَ في العشِّ..والقشِّ..والسُّنبلهْ.!وغداً يذبحونكِ..بحثاً عن الكَنزِ في الحوصله!وغداً تَغْتَدي مُدُنُ الألفِ عامْ.!مدناً.. للخِيام!مدناً ترتقي دَرَجَ المقصلهْ! "
12 " أعشق اسكندريةو اسكندرية تعشق رائحة البحرو البحر يعشق فاتنة فى الضفاف البعيدة "
13 " عائدون، وأصغرُ إخوتهم ذو العيونِ الحزينةيتقلّبُ في الجُبِّ،أجملُ إخوتهم.. لا يعود!وعجوزٌ هي القدسُ.. يشتعلُ الرأسُ شيباً..تشُمُّ القميص، فتبيّضُ أعينها بالبكاء،و لا تخلع الثوب حتى يجيءُ لها نبأٌ عن فتاها البعيد "
14 " قلت: فلتكن الريح في الأرض؛ تكنس هذا العفن قلت: فلتكن الريح والدم… تقتلع الريح هسهسة؟ الورق الذابل المتشبث، يندلع الدم حتى الجذور فيزهرها ويطهرها، ثم يصعد في السوق.. والورق المتشابك. والثمر المتدلي؛ فيعصره العاصرون نبيذاً يزغرد في كل دن. قلت: فليكن الدم نهراً من الشهد ينساب تحت فراديس عدن. هذه الأرض حسناء، زينتها الفقراء لهم تتطيب، يعطونها الحب، تعطيهم النسل والكبرياء. قلت: لا يسكن الأغنياء بها. الأغنياء الذين يصوغون من عرق الأجراء نقود زنا.. ولآلئ تاج. وأقراط عاج.. ومسبحة للرياء. إنني أول الفقراء الذين يعيشون مغتربين؛ يموتون محتسبين لدى العزاء. قلت: فلتكن الأرض لى.. ولهم! (وأنا بينهم)حين أخلع عنى ثياب السماء. فأنا أتقدس - في صرخة الجوع - فوق الفراش الخشن! "
15 " دقت الساعة الخامسةظهر الجند دائرة من دروع وخوذات حربها هم الآن يقتربون رويداً.. رويداً..يجيئون من كل صوبوالمغنون – فى الكعكة الحجرية – ينقبضونوينفرجونكنبضة قلب!يشعلون الحناجر،يستدفئون من البرد والظلمة القارسةيرفعون الأناشيد فى أوجه الحرس المقتربيشبكون أياديهم الغضة البائسةلتصير سياجاً يصد الرصاص!..الرصاص..الرصاص..وآه..تغنون: “نحن فداؤك يا مصر”“نحن فداؤ…”وتسقط حنجرة مخرسةمعها يسقط اسمك – يا مصر – فى الأرض!لا يتبقى سوى الجسد المتهشم.. والصرخاتعلى الساحة الدامسة!دقت الساعة الخامسة… … …دقت الخامسة… … …دقت الخامسة… … …وتفرق ماؤك – يا نهر – حين بلغت المصب!* * *المنازل أضرحة،والزنازن أضرحة،والمدى أضرحة،فارفعوا الأسلحة!ارفعواالأسلحة! "
16 " عائدون؛وأصغر إخوتهم (ذو العيون الحزينة)يتقلب فى الجب،!أجمل إخوتهم.. لا يعود!وعجوز هى القدس (يشتعل الرأس شيبا)تشم القميص. فتبيض أعينها بالبكاء ،ولا تخلع الثوب حتى يجئ لها نبأ عن فتاها البعيدأرض كنعان – إن لم تكن أنت فيها – مراع من الشوك!يورثها الله من شاء من أمم،فالذى يحرس الأرض ليس الصيارف،إن الذى يحرس الأرض رب الجنود!آه من فى غد سوف يرفع هامته؟غير من طأطأوا حين أز الرصاص؟!ومن سوف يخطب – فى ساحة الشهداء –سوى الجبناء؟ومن سوف يغوى الأرامل؟إلا الذىسيؤول إليه خراج المدينة!!؟ "
17 " دائماً - حين أمشي - أرى السُّتْرةَ القُرمزيَّةَبينَ الزحام.وأرى شعرَكِ المتهدِّلَ فوقَ الكتِف.وأرى وجهَك المتبدِّلَ..فوق مرايا الحوانيتِ,في الصُّور الجانبيَّةِ,في لفتاتِ البناتِ الوحيداتِ,في لمعانِ خدودِ المُحبين عندَ حُلول الظلامْ.دائماً أتحسَّسُ ملمَسَ كفِّك.. في كلِّ كفّ.المقاهي التي وهبَتْنَا الشَّرابَ,الزوايا التي لا يرانا بها الناس,تلكَ الليالي التي كانَ شعرُكِ يبتلُّ فيها..فتختبيئينَ بصدري من المطرِ العَصَبي,الهدايا التي نتشاجرُ من أجلِها,حلقاتُ الدخانِ التي تتجَمَّعُ في لحظاتِ الخِصامدائماً أنتِ في المُنتصف!أنتِ بيني وبين كِتابي,وبيني وبينَ فراشي,وبيني وبينَ هدُوئي,وبيني وبينَ الكَلامْ.ذكرياتُكِ سِّجني, وصوتكِ يجلِدنيودمي: قطرةٌ - بين عينيكِ - ليستْ تجِفْ!فامنحيني السَّلام!امنحيني السَّلامْ! "
18 " دَقت الساعةُ المُتعبهْرَفعت أمُّه الطيبهْعينَها..!(دفعتهُ كُعُوبُ البنادقِ في المركَبه!)دقتِ السَّاعةُ المتْعبهنَهَضتْ; نَسَّقتْ مكتبه..(صَفعته يَدٌ..- أَدخلتْهُ يدُ اللهِ في التجرُبه!)دقَّت السَّاعةُ المُتعبهجَلسَت أمهُ; رَتَقَتْ جوربهْ...(وخزنةُ عُيونُ المُحقَّقِ..حتى تفجّر من جلدِه الدَّمُ والأجوبه!)دقَّتِ السَّاعةُ المتعبهْ!دقَّتِ السَّاعة المتعبهْ! "
19 " دقت الساعة القاسيةوقفوا فى ميادينها الجهمة الخاويةواستداروا على درجات النصبشجراً من لهبتعصف الريح بين وريقاته الغضة الدانيةفيئن: “بلادى .. بلادى”(بلادى البعيدة!)… … …دقة الساعة القاسية“انظروا ..”؛ هتفت غانيةتتلوى بسيارة الرقم الجمركى؛وتمتمت الثانية:سوف ينصرفون إذا البرد حل.. وران التعب.… … … … …دقت الساعة القاسيةكان مذياع مقهى يذيع أحاديثه الباليةعن دعاة الشغبوهم يستديرون؛يشتعلون – على الكعكة الحجرية – حول النصبشمعدان غضبيتوهج فى الليل..والصوت يكتسح العتمة الباقيةيتغنى لأعياد ميلاد مصر الجديدة! "
20 " منظر جانبى لفيروز(وهى تطل على البحر من شرفة الفجر)لبنان فوق الخريطة:منظر جانبى لفيروز،..والبندقية تدخل كل بيوت (الجنوب)مطر النار يهطل، يثقب قلباً.. فقلباويترك فوق الخريطة ثقباً.. فثقباً..وفيروز فى أغنيات الرعاة البسيطةتستعيد المراثى لمن سقطوا فى الحروبتستعيد.. الجنوب! "