Home > Work > أيام الأمل والحيرة
1 " كم من كنوز بداخلنا لم نكتشفها "
― بهاء طاهر , أيام الأمل والحيرة
2 " عندما أبلغتنى الصحفية بالتليفون خبر موته الفاجع وطلبت أن أعلق عليه لزمت الصمت. فكرت لحظتها كلنا سنموت وجلال مثلنا ليس خالدا، لكنه ضرورى لا غنى عنه، مئات الآلاف إن لم يكن أكثر لا يبدأون يومهم إلا ببسمة كلماته الحريفة فمن لهم بعده؟ أعرف أن هناك غيره من الكتاب الساخرين المقتدرين والمحبوبين، لكن جلال لم يكن كاتبا ساخرا فحسب.- عندما استجمعت نفسى قلت للصحفية ما معناه أن موت جلال خسارة فادحة لأن بعض الراحلين يسهل تعويضهم وآخرين يصعب تعويضهم، أما جلال عامر فيستحيل تعويضه. يستحيل بالفعل أن يظهر بديل لهذا الرجل بتاريخه ومواقفه وشجاعته وأسلوبه فى التداعى الحر المعجز لتوالد الأفكار ولغته السهلة الممتنعة ومصريته الخالصة وخفة ظله الإسكندرانية، لكنه رحل عنا ومصره الحبيبة أحوج ما تكون إليه والمصريون الخلص فى امس الحاجة لكلماته المنيرة وسط ظلام الفوضى والفتنة. "
3 " غير أنّ الطغاة لا يتعلمون أبداً أن حبا الإرهاب مهما طال ينتهي بأن يخنقهم أنفسهم عندما يطفح كيل الشعب "
4 " ولكن من يرفضون يوليو لا يعتبرون ما حدث ثورة،ويسمونه إنقلابا ، أما ضباط يوليو أنفسهم أسموا ما حدث حركة الجيش ، ثم اضيفت لها المباركة . و أذكر أن أول من دعا إلى وصف ما حدث فى يوليو بأنه ثورة كان هو العميد الدكتور طه حسين فى مقال نشره بعد شهور قليلة متسائلا فيه كيف يقوم حدث بعزل ملك البلاد، و يغير وجهها الإقتصادى بإلغاء الإقطاع و توزيع الأرض على الفلاحين ثم يوصف بعد ذلك بأنه مجرد حركة لا ثورة ؟غير اننا نحن الشبان فى حينها لم نكن نشارك طه حسين حماسه ، و كنا نخرج فى مظاهرات الجامعة نهتف بسقوط ( حكم البكباشية ) ، و كنا نواجه قسوة لم نعتدها من قبل فى قمع المظاهرات ، و لم نتصالح كشبان ولم يتصالح الشعب مع يوليو ، ولم نعترف بعبد الناصر زعيما إلا بعد تأميم قناة السويس و العدوان الثلاثى على مصر ، ثبت لنا أنها ثورة بالفعل عندما عمدنا مختارين بالدم و حاربنا حتى انتصرنا باسترداد القناة "
5 " ملاحظة عابرة تليق بالعابرين على سطح الوطن زمنا صعبا، غير أنه بالحتم الى زوال لأنه يناقض روح مصر الحقيقية، أما الثورة فهى القصد وكل اللب "
6 " و أبسط وفاء لهؤلاء الأبناء الذين افتدوا آباءهم و إخوانهم هو أن نواصل العمل لتحقيق المباديء التي من أجلها بذلوا حياتهم . تلك رسالة و أمانة علينا مسئولية الوفاء بها .. "