Home > Work > من أجل صحوة راشدة تجدد الدين و تنهض بالدنيا
1 " كان عمل العناية الإلهيةأن تظل في هذه الأمة فئة تحيا على الحق وتموت عليه هي بمثابة سفينة الإنقاذأو جيش الخلاص وهي التي تحفظ التوازن وتمسك البناء أن ينهار ( وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ) (الأعراف: 181).وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تزال طائفة من أمتي قائمين على الحق لا يضرهم من خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ) "
― يوسف القرضاوي , من أجل صحوة راشدة تجدد الدين و تنهض بالدنيا
2 " قد يقوم بمهمة التجديد أفراد أو مجموعات متناثرة، كل في موقعه ومجال اهتمامه واختصاصه. هذا في مجال العلم والفكر، وذاك في مجال السلوك والتربية، وثالث في مجال خدمة المجتمع؛ ورابع في مجال الحكم والسياسة، وآخرون في مجال الجهاد والمقاومة، وكل على ثغرة من ثغر الإسلام: اتحدت أهدافهم، ومبادئهم، وإن اختلفت مواقعهم وطرائقهم.أحب أن أنبه على أمر ينبغي للعاملين للإسلام من الأفراد والجماعات أن يعوه وهو:أن اختلاف مناهج العمل للإسلام، وتعدد الجماعات العاملة لتجديده، ليس ظاهرة مرضية، ولا أمراً مذموما عند الله، ولا عند الذين آمنوا؛ بشرط أن يكون اختلاف تنوع وتخصص، لا اختلاف تضاد وتناقض، بمعنى أن يكون هناك تكامل وتناسق وتعاون بين هذه الأنواع من العمل، بحيث يكمل بعضها بعضاً ويشد بعضها أزر بعض، وتجمعها القضايا الكبرى، والمواقف المصيرية، لتواجه العدو المشترك صفاً واحداً كالبنيان المرصوص. "
3 " نقول للذين يطالبون الإسلام أن يتطور: لماذا لا تطالبون التطور أن يسلم؟! فالإسلام حاكم، و التطور محكوم عليه. "
4 " إن الرجولة ليست بالسن المتقدمة، فكم من شيخ في سن السبعين وقلبه في سن السابعة، يفرح بالتافه، ويبكي على الحقير، ويتطلع إلى ما ليس له، ويقبض على ما في يده قبض الشحيح حتى لا يشركه غيره، فهو طفل صغير .. ولكنه ذو لحية وشارب.وكم من غلام في مقتبل العمر، ولكنك ترى الرجولة المبكرة في قوله وعمله وتفكيره وخلقه. "
5 " ليست الرجولة بالسن ولا بالجسم ولا بالمال ولا بالجاه، وإنما الرجولة قوة نفسية تحمل صاحبها على معالي الأمور، وتبعده عن سفسافها، قوة تجعله كبيراً في صغره، غنياً في فقره، قوياً في ضعفه، قوة تحمله على أن يعطي قبل أن يأخذ، وأن يؤدي واجبه قبل أن يطلب حقه: واجبه نحو نفسه، ونحو ربه، ونحو بيته ودينه وأمته. "
6 " لا عجب أن قامت في ظل هذا الدين دول مترامية الأطراف ورثت أعظم إمبراطوريتين في الأرض، أسسها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمتن الأسس وأقوى الدعائم، الجامعة بين الدين والدنيا، وترعرعت تحت سلطانه حضارة شامخة البنيان، عالية الأركان، استفادت من تراث السابقين، وهذبت منه، وحسنت فيه، وأضافت إليه من جهدها، وابتكارها. ولم تجد في الدين ما يعوق سيرها، أو يؤخر تقدمها، بل وجدت فيه الدافع الذي يحفزها أن تضاعف السعي والحركة، والضمان الذي يمسكها أن تضل أو تنحرف عن الطريق ولا غرو أن قال الفيلسوف المؤرخ الفرنسي جوستاف لوبون: إن العرب هم أول من علَّم العالم كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين!. "