Home > Work > خصائص التصور الإسلامي ومقوماته

خصائص التصور الإسلامي ومقوماته QUOTES

1 " إننا لا نبغي بالتماس حقائق التصور الإسلامي، مجرد المعرفة الثقافية. لا نبغي إنشاء فصل في المكتبة الإسلامية، يضاف إلى ما عرف من قبل باسم "الفلسفة الإسلامية". كلا! إننا لا نهدف إلى مجرد "المعرفة" الباردة، التي تتعامل مع الأذهان، وتحسب في رصيد "الثقافة"! إن هذا الهدف في اعتبارنا لا يستحق عناء الجهد فيه! إنه هدف تافه رخيص! إنما نحن نبتغي "الحركة" من وراء "المعرفة". نبتغي أن تستحيل هذه المعرفة قوة دافعة، لتحقيق مدلولها في عالم الواقع.
نبتغي استجاشة ضمير "الإنسان" لتحقيق غاية وجوده الإنساني، كما يرسمها هذا التصور الرباني. نبتغي أن ترجع البشرية إلى ربها، وإلى منهجه الذي أراده لها، وإلى الحياة الكريمة الرفيعة التي تتفق مع الكرامة التي كتبها الله للإنسان، والتي تحققت في فترة من فترات التاريخ، على ضوء هذا التصور، عندما استحال واقعاً في الأرض، يتمثل في أمة، تقود البشرية إلى الخير والصلاح والنماء. "

Sayed Qutb , خصائص التصور الإسلامي ومقوماته

5 " فالقرآن لا يدركه حق إدراكه من يعيش خالي البال من مكان الجهد و الجهاد لاستئناف حياة إسلامية حقيقية, و من معاناة هذا الأمر العسير الشاق و جرائره و تضحياته و آلامه, و معاناة المشاعر المختلفة التي تصاحب تلك المكابدة في عالم الواقع, في مواجهة الجاهلية في أي زمان.
إن المسألة -في إدراك مدلولات هذا القرآن و إيحاءاته- ليست هي فهم ألفاظه و عباراته, ليست هي -تفسير القرآن- كما اعتدنا أن نقول!!

المسألة ليست هذه, إنما استعداد النفس برصيد من المشاعر و المدركات و التجارب التي صاحبت نزوله, و صحبت حياة الجماعة المسلمة و هي تتلقاه في خضم المعترك.. معترك الجهاد.. جهاد النفس و جهاد الناس, جهاد الشهوات و جهاد الأعداء.

و الذين يعانون اليوم و غدا مثل هذه الملابسات, هم الذين يدركون معاني القرآن و إيحاءاته, و هم الذين يتذوقون حقائق التصور الإسلامي كما جاء بها القرآن, لأن لها رصيدا حاضرا في مشاعرهم و تجاربهم , يتلقونها به و يدركونها علي ضوئه.. و هم قليل. "

Sayed Qutb , خصائص التصور الإسلامي ومقوماته