Home > Work > أحلام فترة النقاهة
1 " هذه محكمة وهذه منصة يجلس عليها قاض واحد، وهذا موضع الاتهام يقف فيه نفر من الزعماء وهذه قاعة الجلسة، حيث جلست أنا متشوقا لمعرفة المسئول عما حاق بنا، ولكني أحبطت عندما دار الحديث بين القاضي والزعماء بلغة لم أسمعها من قبل حتي اعتدل القاضي في جلسته استعدادا لاعلان الحكم باللغة العربية فاسترددت للامام ولكن القاضي أشار إليٌ أنا ونطق بحكم الإعدام فصرخت منبها إياه بانني خارج القضية وأني جئت بمحض اختياري لأكون مجرد متفرج ولكن لم يعبأ أحد بصراخي. "
― Naguib Mahfouz , أحلام فترة النقاهة
2 " هذه السيدة هي أستاذة أولادي و إضافة إلى ذلك تحاورهم في شئون الدنيا و الدين ، فمالوا جميعـًا إلى التدين ، فقلت للسيدة : إني سعيد بتدينهم و لكني أخشى أن ينحرفوا إلى التطرف . فقالت لي : إن التدين الصحيح أقوى سلاح ضد التطرف "
3 " رأيتني في حي العباسية اتجول في رحاب الذكريات، وذكرت بصفة خاصة المرحومة عين فاتصلت بتليفونها ودعوتها الي مقابلتي عند السبيل، وهناك رحبت بها بقلب مشوق واقترحت عليها أن نقضي سهرتنا في الفيشاوي كالزمان الاول، وعندما بلغنا المقهي خف الينا المرحوم المعلم القديم ورحب بنا غير أنه عتب علي المرحومة عين طول غيابها، فقالت ان الذي منعها عن الحضور الموت فلم يقبل هذا الاعتذار، وقال إن الموت لا يستطيع أن يفرق بين الأحبة. "
4 " أسير على غير هدى وبلا هدف ولكن صادفتنى مفاجأة لم تخطر لى فى خاطرى فصرت كلما وضعت قدمى فى شارع انقلب الشارع سيركا.اختفت جدرانه وأبنيته وسياراته والمارة وحل محل ذلك قبة هائلة بمقاعدها المتدرجة وحبالها الممدودة والمدلاة واراجيحها وأقفاص حيوانتها والممثلون والمبتكرون والرياضيون حتى البلياتشو، وشد ما دهشت وسررت وكدت أطير من الفرح، ولكن بالانتقال من شارع إلى شارع وبتكرار المعجزة مضى السرور يفتر والضجر يزحف حتى ضقت بالمشى والرؤية وتاقت نفسى للرجوع إلى مسكنى، ولكم فرحت حين لاح لى وجه الدنيا وامنت بمجىء الفرح. وفتحت الباب فإذا بالبلياتشو يستقبلنى مقهقها. "
5 " تمادى الظلم حتى فاحت رائحة خانقة "
6 " ونسينا نكاتنا وضحكاتنا ولم يعد لنا من أمل في الخلاص إلا أن نطير في الفضاء "
7 " وجدت الطمأنينة في موضع لا يتطلع إليه طماع ولا ينظر إليه ذوو الطموح "
8 " وشعرت بأن الحزن غشى كل شئ كأنه شابورة مفاجئة "
9 " في البدء كانت العربة، كنت أدفعها أمامي بقوة ومرح ، وذات يوم وجدت على سطح العربة طفلة فازددت نشاطا ومرحا وتتابع القادمون حتى غطوا السطح فاستنفذوا قوتى ومرحى. وشعر الراكبون بمعاناتي فعزمت على ترك العربة حالما تسنح فرصة طيبة ، وبمرور الأيام خلا السطح، رجع الى أصله. أما أنا فلم أرجع بل ازددت ضعفا وأخيرا ركنت العربة ورقدت الى جانبها. "
10 " لم يعد لنا من أمل في الخلاص إلا أن نطير في الفضاء "
11 " في قريتنا كل فرد ينتظر رسالة قد تقرر مصيره ، وذات يوم تلقيت رسالتي فقرأت فيها ان الحكم صدر بإعدامي شنقا ، وذاع الخبر كعادة تقاليدنا ، فاجتمع أعضاء نادي القرية وقرروا الاحتفال بالأمر في حينه أما في بيتي حيث أعيش مع أمي وإخوتي وأخواتي فقد انشرحت الصدور وعم السرور. وفي اليوم المنتظر دقت في النادي الطبول. وخرجت أنا من بيتي في أحسن زينة محاطا بأفراد أسرتي ، ولكن أمي شذت عن حالنا فدمعت عيناها وتمنت لو كان العمر امتد بأبي حتى يشهد بنفسه هذا اليوم السعيد. "