Home > Work > حصاد الغرور
1 " و أحقر ما سمعته في أعقاب هذه الهزائم -هزائم العرب في حروبهم مع إسرائيل- تعليل الهزيمة بأي شيء إلاّ ضعف العقيده و الخلق، و ما ينشأعن ضعف العقيده و الخلق من فوضى في وضع الخطط و ترتيب الرجال و نسيان الله و الحرمان من توفيقه و تأييده...و ضربت كفاً على كف و أنا أسمع الرفيق نور الدين الأتاسي يقول: "إن سبب الهزيمه هو عدم التطبيق الكامل للإشتراكيه.." و يوم يقع قياد العرب في أيدي ساسة من هذا الطراز فهيهات أن ينجح لهم قصد أو تعلو لهم رايه و لله في خلقه شؤون..و أعرف أن هناك من يعترض تفكيري هذا و يستنكره، إنّه الصنف المسكين الذي تخرج وفق البرامج الدراسيه التي خلفها الإستعمار في بلادنا..قال لي أحد هؤلاء:" تريد حربا دينيه؟ إن هذا اللّون من الحروب انتهى مع العصور الوسطى، سيروا مع الزمن و اطلبوا حربا تحريريه معقوله..!"و قلت لمحدثي:"إنني لا أطلب حربا دينيه، إنه قد فرضت علي حرب دينيه أتسمع؟ أن الدولة التي تسمت باسم نبي قديم و ألغت كل القوميات الحديثه، و صهرت يهود اليمن مع يهود نيويورك في أخوة دينيه شامله، و ألهبت المشاعر الدينيه عند النصارى المؤمنين بالعهد القديم، و حركت ذكرياتهم الصليبيه الدفينه ليهجموا على المسلمين معها، هذه الدوله تعلن علينا أي نوع من الحروب ايها الذكي؟حرب أكل و شرب؟ حرب رياضه و تسليه؟ حرب مجد شخصي لملك مغرور؟ إنّها حرب دينيه فرضت علينا! و لابد أن نواجهها راضين أو كارهين!و إقصاء الدين -و هو في جبهتنا الإسلام - معناه هلاك الأبد..فقلت له:"إنّ الحرب الدينيه عنوان كريه بالمفهوم الذي تعارف عليه الغربيون، لأن هذه الحرب في تفكيرهم و في تاريخهم كانت تثار لفتنة الناس عن معتقداتهم بقوة السلاح، أو لتغليب مذهب على آخر و إدخال الناس فيه كرها..و هذا المفهوم السيء للحروب الدينيه لا نعرفه فب ماضينا و لا في حاضرنا، و مع هذا لماذا يوصف دفاعنا عن ديننا و أرضنا و تاريخنا و مقدساتنا بأنّه حرب دينيه رجعيه؟؟ و لماذا سكتت أبواق الدعاية الغربيه و الشرقيه عن هجوم إسرائيل علينا، و وجهها الديني ليس موضع جدال... "
― محمد الغزالي , حصاد الغرور
2 " إن الدعاة الصادقين يخشون أشد الخشية أن يكونوا عبئاً على رسالتهم أو سبباً للتحول عنها "
3 " وعندما أنظر إلى الواقع الكئيب أجد أعداءنا يتقدمون بخطا وئيدة وخطط صريحة حينا٬ ماكرة حينا آخر.. ولكنها خطط مدروسة على كل حال٬ محسوبة المبادئ والنهايات٬ لا مكان فيها للدعاوى والمغالطات٬ ولا للارتجال والمجازفات..! أما نحن المسلمين فعلى العكس من ذلك كله.. وقد نكسب تقدما ما في بعض الميادين وسرعان ما نفقد ثماره في ميادين أخرى تكون خسائرنا فيها أبهظ.. "
4 " فإن الأمم لا تنكب جزافاً، ولا تساق إليها المصائب خبط عشواء، ولكنها قوانين الله التي يخضع لها الأولون والآخرون ولا تقبل فيها شفاعة، ولا يقف حكمها استثناء "
5 " إنها صورة بشعة أن يقتل امرؤ آخر ليجعل من دمه طريقاً إلى الجنة.إنها صورة بشعة أن أقول لآخر: اعتقد ما أقول وإلا افترستك وأنا أشعر بلذة الولوغ في دمك.إن الإسلام عدوٌ مبين لهذا النوع من الحروب. بل إن رسالة محمد كانت القاضية على كل قتال من هذا اللون القاسي "
6 " لقد سقطت الدولة الإسلامية قديماً, و ناوشها الأعداء من الشرق والغرب , و احتلوا عواصمها , وألحقوا بها أفدح الخسائر .. ومع ذلك نهضت من عثرتها و استأنفت المسير , فلم لا تكون ظروف اليوم كظروف أمس ؟ "
7 " وقد تكون عقبى الجهاد موتاً في غربة، أو قتلاُ في معركة، والثائرون ضد الباطل أدنى الناس إلى البلاء والعطب .. وماذا في ها؟ إن ما يحذره غيرهم هو الذي يتشدون لأنفسهم!وتلك طبيعة الثائرين، إما أن يحيوا كما يريدون، أو يموتوا كما يريدون. "
8 " وعندي أن العبادة المنقطعة في الصوامع ضرب من البطالة، أو هي على إحسان الظن والتعبير ضرب من المتع المعنوية، واللذات الروحية، يوفر لأصحابه الجو النفسي السعيد وحسب .. !! "
9 " إن كل هداية لا تتحول من صلاح نفسي إلى إصلاح اجتماعي فهي - في باب الخير - كالجنين الذي سقط قبل استكمال نموه، فما قدرت له حياة ممتدة، ولا عرف له تاريخ مشرف "
10 " إن المؤمن يؤرقه طلب النصر، ويفتق له وجوه الحيل، ويبصره بأنواع الخدع، ويبعثه على التنقيب في فجاج الأرض وآفاق السماء، راصداً العدو، مستعداً لمواجهته "
11 " لقد أفلح الإستعمار في خلق جيل يستحي من الانتماء لدينه، ويرفض العمل تحت لوائه، وهذا الجيل الذي صنعه الغزو الثقافي هو الطابور الأول لا الطابور الخامس الذي ألحق بنا الهزائم، ونكس رؤوسنا في كل ميدان "
12 " إن العمل بالإسلام ليس كفالة لآخرتنا فقط، بل هو ضمانة حياتنا الآن "
13 " إن الجندي المؤمن يرمق الظلام في جنح الليل بطرف يكاد يخترق سدوله، ويبحث عن ألف حيلة لمقاومة العدو ودحره.. والعامل المؤمن يجفف العرق، وينفي عن نفسه التعب، لأنه ببواعث الحب لا القهر، يريد خدمة أمته وإعلاء رسالته.. "
14 " فإنه لا قيمة لأحدث الآلات إذا تولى إدارتها قلب خرب، ولا قيمة لأفتك الأسلحة إذا حاول الضرب بها فؤاد مستوحشٌ مقطوع عن الله مولع بالشهوات ... "
15 " إن السياط الموجعة إذا لم تفلح في إعادة الرشد إلى الزائغين فستتبعها قوارع فاجعة، وهزائم فاضحة. "
16 " - "إن الدين بالنسبة لنا نحن المسلمين ليس ضماناً للأخرة فحسب، إنه أضحي سياج دنيانا وضمان بقائنا "