Home > Work > الغزو الثقافي يمتد في فراغنا
1 " ان الغزو الثقافي نجح اتم نجاح في بلوغ غايته, و منذ قدر على اسقاط دولة الخلافة و اقامة سبعين دولة على انقاضها, أخذ يصرف الناس رويداً رويداً عن رباط العقيدة و ندائها, و يشغلهم داخل حدودهم الوطنية بازمات الرغيف أو برغبات الجنس و شهوات اخرى "
― محمد الغزالي , الغزو الثقافي يمتد في فراغنا
2 " وأرمق الديمقراطية الغربية فأحسد أصحابها على مناقشة الآراء بحرية, وعلى استكانة الحكام للحق , وعلى اعتزاز الأفراد بكراماتهم , وكنت أهمس إلى نفسي : أما يجئ يوم يظفر فيه المسلمون بمثل هذه النعمة ؟ . "
3 " إن محمد اًصناعة الهيه لم تتكرر, فسبحان من ابدع محمداذا كان السلف الأول قد احدث خوارق تاريخية لانه احسن التأسي و التعلم و الوفاء فرجال محمد في عصرنا يقدرون على مثل ذلك اذ ان الوسائل بين ايديهم لا تزال قائمة, لا الكتاب انتهى و لا السنه اختفت المهم ان يكون الاتصال بالروح لا بالشكل, ففساد الاديان يجئ من تحولها الى رسوم و جسوم و كم من رسم خلا من المعنى "
4 " أن تطهير الأرض من الغزاة الذين احتلونا لا يغني أبدا عن تطهير العقول التي دخلها أولئك الغزاة، عسكروا بمبادئهم وقوانينهم وتقاليدهم ! "
5 " إن العربَ البعيدين عن دينِهم قدموا لليهودِ أرخصَ نصرٍ عُرف فى تاريخِ الحروب ! وما أشهدُ فى سيرِ الأولينَ والآخرينَ أمةً هزمتْ نفسَها كالعربِ المعاصرين ، لقد هزَمَتهم بلادة الفكرِ والشعور وسوءاتِ التَخطيطِ والتَنفيذ وفوضى الفُرقَةِ والعِصْيَان والتَسَيُّب .وهيهات أن تتبدلَ أحوالُهم إلا وَفْقَ سننِ اللهِ ! "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ". "
6 " الإنسانية عملة مأنوسة لا تهبط قيمتها، ولا يستوحش منها أحد له قلب سليم وعقل سليم "
7 " إن الستار يسدل على فصل ليزاح عن فصل آخر أخطر وأبقى! وقصة الحياةليست تمثيلية مضحكة أو مبكية . “أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لاترجعون ٬ فتعالى الله الملك الحق...”.الأمر جدٌّ لا هزل ٬ والظالم الضاحك هنا سوف يبكي طويلاً ٬ والمضطهد المرميّ وراء الأسوار سوف يتقدم كثيراً ٬والمستقبل البعيد للخير لا للشر... "
8 " ولنؤكد هنا أن التصوّف المقبول إن صَحّ التعبير تربية دقيقة قبل أن يكون سِعَة عِلم ٬ وإنما أُخِذ على القوم أمران ٬ أحدهما الغُلُوّ والجهل بأحكام كثيرة دينية وإنسانية ٬ والثاني اعتبارهم مراحل الطريق أو درجات الرقّي صفة لفرقة متميزة من المسلمين ٬ تنعزل بها عن العامة ٬ وتنفرد بأحوال خاصة ٬ وهذا باطل. فنحن المسلمين أساسنا الأول كتاب الله ٬ وللإيمان في كتاب الله خصائص تُعَدّ مثلاً عليا لكل من يقرؤه ٬ هذه الخصائص من شهود ومراقبة وتهيُّب تتكون في ساحات الحياة لا في أجواف الصوامع. وتدبُر هذه الآيات:“لله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله …”. “ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ……” “الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل “ .“إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم منبعده …” .“وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا …” “……إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور” “……ألا بذكر الله تطمئن القلوب”“الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ……”.. .. الخ. "
9 " إننا ما ننكر التفوق الغربي في النواحي السياسية والاجتماعية ٬ لكن فضائل الديمقراطية محظور تصديرها للخارج ٬ وإنني أغبط أسرة الدول الأوربية الغربية على اختفاء المستبدمن ربوعها ٬ وعلى استقرار المجالس التشريعية ٬ وتنفس كل إنسان في جو من الحريات الموطدة وتنافس الملكات الذكية في الخدمات العامة.. إن المظالم فردية كانت أو اجتماعية مرفوضة رفضاً قاطعاً. والرقابة على المال العام صارمةوإحساس كل امرئ بامتداده ليس أمامه عائق.الشيء المستغرب أن حملة هذه الحضارة يحتكرون الصنف لأنفسهم. وتنقلب موازينهم عندما يعاملون غيرهم، ولذلك كان الاستعمار العالمي ولا يزال سبة في وجه هذه الحضارة. وسر هذا الارتكاس فراغ القلوب من الإيمان ٬ والتفرغ لانتهاء اليوم الحاضر ٬ فلا أمل فيما بعده ٬ وشرق أوربا وغربها سواء "
10 " وإذا كان الجسم المصاب بفقر الدم يسقط فى أول مراحل الطريق،فالعقل المصاب بفقر المعرفة أعجز من أن يلاحق مطالب الجهاد،أو يلبى حاجات الحق "
11 " ولعل الهدف الأول للغزو الثقافي إصابة العلوم الدينية في مقاتلها بعد إسقاطها عن مكانتها التقليدية . وترتبط بعلوم الدين علوم اللغة وفنون الأدب ٬فيجب أن تتضعضع هي الأخرى !!ولما كان الإسلام عقيدة وشريعة وتربية وتقاليد ٬ وكانت الثقافة المصاحبة لهذا كله متشعبة متكاثرة ٬ فإن الاستعمار قدر لتدمير هذه الثقافة أمداً يتراوح بين نصف قرن٬ وقرن كامل. وهو يستطيع خلال هذا الأمد المتطاول خلق جيل زاهد في الانتماء لدينه ٬ غير متحمس له ولا حريص عليه ٬ يهاب الأديان الأخرى ولا يهاب عقيدته ٬ ويفضل الألسنة الأخرى ويستهين بلغته ٬ ويكرم زعماء العالم قديماً وحديثاً ٬ أما رجالات الإسلام فليسوا أهلاً لاكتراثه! وربما نال منهم وأزرى عليهم !! ولنعترف بأن أعداداً من المرتدّين سقطت في هذه الفخاخ؛ فقدت تَسْمع من يطلب تَرْك الصلاة أو الصيام حتى لا يضعف الإنتاج! وقد تَسْمَع مَن يشغب علانية على شرائع الحدودوالقصاص ! وقدت تَسْمَع من يرفض الولاء للدين ويقدم عليه الانتماء القومي أو الوطني ! وقد تسمع مَن يدعو إلى العلمانية ! أو مَن يرى المخادنة أحسن من الزواج !. وكان يستحيل أمس أن تقبل الجماهير معشار هذا الزيغ بَيْد أ أن الغُزاةَ الدهاة عرضوها للسنين العجاف والأزمات العضوض فجرت تلهث وراء لقمة الخبز ٬ وقد يشغلونها بالملاهي والتسالي فيكون سماع أخبار الكرة أهَمّ من أنباء المجاهدين في أفغانستان أو الفليبين.. إن الغزو الثقافي نجح في جعل قيمة مكان قيمة ٬ واهتمام بدل اهتمام.. ومع ضياع المعرفة الدينية وسقوط رتبتها دخل الدين كله يا محنة هائلة ٬ "
12 " هل الاستبداد السياسي سنة؟ والديمقراطيات الحديثة بدعة ؟ هل الشعوب التي تقدر على إقصاء `تشرشل` و` ديجول` وهما مَنْ هما غير أهل للإسلام والشعوب التي تلهثوراء مواكب حاكمها هي الجديرة بالوحي ؟ألا ما أشد ظلمنا لدين الله ! "
13 " إن المشاعر النابضة بالحياة المشاركة فى معاركها الهاجمة مع أمواج المد أو المتراجعة مع أمواج الجزر ! هذه المشاعر هي أجزاء الإيمان عندنا ٬ فليس الإيمان أنفاساً باردة وخيالات طائرة. وإذا لم نصنع العلوم التي تقيم هذا الإيمان وترفع قواعده فنحن نخون الإسلام..إننا نصنع هذه الثقافة لا لنطبقها بين ظهرانينا وحسب ٬ بل لنصدّرها إلى العالمين كي يعرفوا : مَن نَحْن ؟ وبماذا نَدِين ؟ "
14 " إن المشاعر النابضة بالحياة المشاركة فى معاركها الهاجمة مع أمواج المد أو المتراجعة مع أمواج الجزر ! هذه المشاعر هي أجزاء الإيمان عندنا ٬ فليس الإيمان أنفاساً باردة وخيالات طائرة. وإذا لم نصنع العلوم التي تقيم هذا الإيمان وترفع قواعده فنحن نخون الإسلام..إننا نصنع هذه الثقافة لا لنطبقها بين ظهرانينا وحسب ٬ بل لنصدّرها إلى العالمين كي يعرفوا : مَن نَحْن ؟ وبماذا نَدِين ؟ أليست هذه وظيفتنا ؟! "
15 " إنها رسالة أمتنا التي ينبغي أن تعرف بها شرقاً وغرباً.. والصلوات وغيرها من فروض إنما تقدَّر وتقبل بقدر ما تحوى من هذه المعاني ٬ وبقدر ما ينشأ عنها من أخلاق زاكية ٬ وبُعْدٍ عن الدّنايا..والأمم لا تنجح في أداء رسالتها إلا إذا كانت لها قدرات مادية مساندة ٬ وحكم الوسائل هنا هو حكم الغايات نفسها ٬ فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.. أإذا اعتمد المؤمنون في تحصيل الرغيف على عون الملاحِدَة أمكنهم هذا العجز من تبليغ رسالتهم ؟ أإذا انتظر المسلمون إمداد السلاح من غيرهم أمكنهم ذلك من الجهاد فى سبيل ربهم ؟ إن دولة إسرائيل بَرَعت فى صناعة الأسلحة ولها فى هذا الميدان تجارة عالمية “!” فماذا عند العرب ؟ "
16 " وأشعر وأنا أكتب هذه السطور بالقهر والشتات. لا لفراغ بلادنا من المصانع المخوفة ٬ بل لأن اليهود يستعدّون لانتخابات جديدة ٬ وتوجد بلاد إسلامية تستعدّ هي الأخرى لانتخابات مماثلة.قلت في نفسي : منذ نشأت دولة إسرائيل ما زورت فيها انتخابات قط..! أما نحن فأبناء بجدتها في صنع النتائج التي يعرفها العالم.. "
17 " الدين الحق ٬ هو الإنسانية الصحيحةوالإنسانية الصحيحة هي العقل الضابط للحقيقة المستنير بالعلم ٬الضائقبالخرافة ٬ النافر من الأوهام. بيد أن الذكاء الحاد وهو جزء من هذه الإنسانية مايكمل ويستقيم إلاّ بجزء آخر ينضم إليه ويتحد معه هو القلب النظيف من الكبر والأثرة ٬ الشاكر لأنعُم الله والمعترف بأمجاده والماضي إلى غايته في هذه الحياةعلى ضوء من أسمائه الحُسْنَى وهداه القويم. "
18 " إن الذين تؤذيهم اليقظة الإسلامية كثيرون، فكم من ظلم سينقصم، ومن وَهْمٍ سينكشف، ومن كبراء سيصغرون، ومن محتلين سينزلون "
19 " وإذا كان الجسم المصاب بفقر الدم يسقط فى أول مراحل الطريق،فالعقل المصاب بفقر المعرفة أعجز من أن يلاحق مطالب الجهاد،أو يلبى حاجات الحق... "
20 " لقد تكاثرت أوزار التخلّف المادي والأدبي على ظهر الأمة المسكينة حتى قصمته ولم يكن ثَمّ بصيص نور يُومِض بهداية أو نَصَفة أو مَرْحَمة ٬ كان الحاكم الجائر ينبت في منصبه فيقال في تسويغ وجوده : ”قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء ...... ”. أما أن المناصب أمانات ٬ وأن ملأها يتم بالاختيار النزيه فذاك حديث لا يخطر ببال !!. وكان من يقدر على انتهاب ثروة ضخمة يأخذها في صمت ٬ أو تتطلع الأنظار إليه بِوَجَل ٬ لو تجرّأ امرؤٌ فذكر حدود الحلال والحرام ٬ قيل له : صَه !! ”...... إن الفضل بيد االله يؤتيه من يشاء واالله واسع عليم ٬ يختص برحمته من يشاء واالله ذو الفضل العظيم“ . "