Home > Work > الإسلام المفترى عليه
1 " كل دعوة تحبب الفقر إلى الناس ٬ أو ترضيهم بالدون من المعيشة ٬ أو تقنعهم بالهون فى الحياة ٬ أو تصبرهم على قبول البخس ٬والرضا بالدنية ٬ فهى دعوة فاجرة ٬ يراد بهاالتمكين للظلم الاجتماعى ٬ وإرهاق الجماهيرالكادحة فى خدمة فرد أو أفراد. وهى قبل ذلك كله كذب على الإسلام ٬ وافتراء على الله. "
― محمد الغزالي , الإسلام المفترى عليه
2 " يا للإسلام من دين: ‘ لو كان له رجال ‘! "
3 " لن تقبل أمم الشرق على عصر جديد من العدالة والضياء ٬ إلا يوم تجعل من تكافؤ الفرص ٬ قانونا يطبق فى أوسع دائرة تملكها طاقة البشر!. لا يشذ فى الخضوع له ٬ فرد من الأفراد ٬ أو حالة من الأحوال "
4 " قال لى: أنا مع اليسار الإسلامى! فلبثت مليا ثم قلت: الإسلام دين ليس له يسار وليس له يمين ٬ إنه نهج فذ يخالف المغضوب عليهم كما يخالف الضالين... "
5 " إن القيم الإنسانية فى بلادنا ٬ تحتاج إلى من يرد لها احترامها ٬ حتى لا نرى المواهب الكريمة تدفن وتذوب ٬ لأنها نبتت فى بيئات فقيرة ٬ وحتى لا نرى أقزاما يتحولون بين عشية وضحاها عمالقة كبارا. "
6 " لو كان ‘ عمر ‘من رجال القرون الحديثة ٬ أو رجالات الغرب ٬ لاعتبر من مؤسسى النهضات الحرة ٬ ومن قادة الحضارة الإنسانية ٬ الذين تتضاءل عند أسمائهم ألمع الأسماء. وهيهات أن تجد فى أساطين الديمقراطية والاشتراكية ٬ من يدانى ‘ ابن الخطاب ‘ فيما وضع من دساتير الحكم ومناهج العدالة. "
7 " وتوجد فى الدين وفى الحياة أمور متشابهة، ومعادن متقاربة، لا معنى للخلط بينها، عند إصدار الحكم عليها. فالأمر بالصبر، ليس أمرا بالذل، والأمر بالتواضع، ليس أمرا بالضعة. والحد الفاصل بين الحالتين دقيق، ولكنه قائم ثابت!. والنهى عن الكبر، ليس نهيا عن عزة النفس، والنهى عن الترف، ليس نهيا عن الاستغناء، والاستكفاء، فهذا وضع، وذاك وضع آخر! "
8 " إن الشريعة فى البناء أخت العقيدة فى الأساس ٬ ومع الشريعة والعقيدة معا نسير ٬ ونرفض أى تحريف. "
9 " ولو أن ما نرى من فقر نتيجة قعود الكسالى ما ارتفع صوت أبدا بإطعام كسلان.! لكن المزعج أن نرى ذل الاحتياج على جبين يتصبب عرقا ٬ ويتلوث غبارا ٬ وأن نلمح الأيدى المختبئة فى القفازات، تلهو بالذهب والفضة "
10 " إن أحلام الحرية فى ليالى الظلم والأسى ٬ تسهل على الأكثرين. لكن حقائق الحرية فى أوقات الجد والفداء ٬ تصعب إلا على الأقلين. فلابد أن يمتحن من يخرجون معه امتحانا قاسيا ٬ يرد كثرتهم العاطلة قلة عاملة!! "
11 " إن إقامة صروح العدل الاجتماعى فى بلد مختل ٬ كإقامة قواعد الأدب فى مجتمع منحل ٬ كلاهماعمل يطالب به الدين ٬ وليس فيه تخطّ ولاتعدّ على الأقدار. "
12 " واستنباط حكم ما من أحكام الإسلام ٬ ليس سبيله أن نعثر على نص من النصوص ٬ فنطير به ونبنى عليه القصور. كلا. فلا بد لتقرير حكم ما ٬ أن نرجع إلى جميع النصوص التى وردت فى موضوعه ٬ وأن نفهم روح الإسلام العامة ٬ التى يصدر عنها قوانينه ٬ وأن ندرك أسوار التشريع وحكمه ٬ التى يناط التشريع ببقائها. ثم لنا بعدئذ أن نقارن وأن نرجح عند تعارض الأدلة ٬ ما ينقدح فى أذهاننا ترجيحه "
13 " فإن الإنسان المحرر ماديا وأدبيا، هو وحده الذى يصدر فى أعماله، عن مبدأ ثابت، ويتجه فى سلوكه إلى فكرة واضحة، وهو وحده الذى يخدم المثل العليا، ويبتعد فى تصرفاته عن مواطن الملق والزلفى والصغار. أما الذين تغلب على طبائعهم أخلاق العبيد، فهم يهدأون ويتحركون مرضاة للأشخاص، وهم يجتهدون للالتحاق بركب من ركاب السادة، أصحاب الثروة والسطوة، يعملون لهم ويعيشون فى دائرتهم، ويندفعون أبدا مع تيارهم. لا يعرف هؤلاء إخلاصا لله أو تضحية فى سبيله، ولا تقديرا للحق أو احتراما لرجاله.!! وإذا كان شرف النفس الإنسانية أن تعتنق هدفا نبيلا ثم تفتديه.. فإن أولئك عبيد الأصنام الحية من البشر!. "
14 " ولئن مددنا ابصارنا فوجدنا طريق الرجولة مفروشا بالأشواك،ومضرجا بالدماء، فإن عزاءنا فى الدنيا-إلى جانب ما نرجو من الآخرة-أن طريق الخيانة والنكوص‘قد كلف أصحابه شططا،واذاقهم ويلا..ـ "
15 " ونريد نحن أن نقتبس من نتاج الفكر الإنسانى ما يمشى طيعا فى ضوء الوحى الإلهى. وأن نخرج من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين. "
16 " وإنما يحزننا أن تقوم ضدنا حملة افتراءات لئيمة تتخذ من عملنا للخير دليلا علينا ومثارا للنيل منا..إذا دعونا إلى إطعام المحروم قالوا: شيوعيون!وغذا بذلنا من كسبنا الحر قالوا:متصلون بكذا وكذا!وإذا ناشنا بالحسنى قالوا: خطر على الأمن!والغريب ان ما دعونا إليه من سنين اصبح اليوم منهاجا تنادى به الأحزاب والهيئات!فعيبنا أننا سبقنا الزمنوأننا بذلنا حيث يبخل غيرناوتقدمنا عندما نكص الكثيرونوعيبنا أننا نريد خدمة الإسلام بأساليب العصر الجديد "
17 " نريد نحن أن نقتبس من نتاج الفكر الإنسانى ما يمشى طيعا فى ضوء الوحى الإلهى. وأن نخرج من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين. "
18 " إن دينها العظيم تعمل فيه جرثومتان خبيثتان، من ديكتاتورية الحكم ورأسمالية الاقتصاد.ومعروف أن هناك طائفة واحدة من الناس، هى التى تستفيد من إفساد دين الله ودنيا الناس. وهى التى يهمها أن تفسد سياسة الحكم والمال، بل إنها لتضع القمامة التى تتولد فيها جراثيم هذا الفساد العريض، ثم تتعهد توريدها إلى حيث تشاء.ومعروف أن الإسلام فى فتوحه الأولى، اكتسح هذه الطائفة، وأسقط جاهها فى فارس والروم. فلما أراد ' معاوية ' أن يتجه بشكل الحكم الإسلامى إلى غير ما غرف فى دولة الخلافة، لاحظ المعترضون عليه من صحابة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، أن هذا الاتجاه رومانى لا إسلامى، وقالوا فى وصفه: كلما هلك هرقل قام هرقل!ولكن هذا الأسلوب الرومانى كتبت له السيطرة، وبلغ من اجترائه أنه استولى على منابر 'الجمعة ' يلعن من فوقها ممثلى الاتجاه الإسلامى الصحيح !وفى عصرنا هذا وصلت بنا مراحل الأمراض الاجتماعية والسياسية، إلى أقصى حدود الهوان والفوضى. وزاد الطين بلة، أننا ـ فى ضعفنا ـ اتصلنا بالغرب المادى فى قوته وجبروته. وللغرب عناصر حياته التى يعتمد عليها فى تفوقه وانطلاقه، وله كذلك هناته الشائنة. وهى لا تؤثر فيه ـ لا لتفاهتها ـ بل لغلبة عوامل القوة التى تقاومها ـ كما كنا قديما. غير أننا كنا أسرع من أى شىء آخر إلى تلقف هذه الهنات، ولم نحسب حضارة الغرب إلا متعا ولذاذات، فالتقت فى حياتنا التعسة نفايات كثيرة من أخطاء الماضى، ولوثات الحاضر، وأضحى على المصلحين أن يحملوا أثقالا فوق أثقال!.وأضحى على مفكرى الإسلام ـ خاصة ـ أن يشقوا طريقهم وسط صعاب وعقاب. إذ إن الذين تؤذيهم اليقظة الإسلامية كثيرون، فكم من ظلم سينقصم، ومن وَهْمٍ سينكشف، ومن كبراء سيصغرون، ومن محتلين سينزلون "