Home > Work > السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث

السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث QUOTES

61 " إن الصلاة واجبة، ولابد لأدائها من أغسال فصلها الشارع، فالوسائل هنا لابد من القيام به دون تزيد ولا انتقاص..

والجهاد واجب، ولكن أدوات الجهاد وأساليبه ليس لها قالب معين تصب فيه! فإذا تغيرت الوسائل من السيف والرمح الى المدافع والصواريخ تغيرت معها الأحكام القديمة وتحول رباط الخيل الى إنشاء المطارات والحصون الحديثة، وإلى إنشاء معاهد العلوم الكيماوية والذرية والفلكية... الخ.

قديما كان الرجل يشتري سلاحه من ماله الخاص، ويتعهد صيانته ويترب عليه! فإذا سمع النداء خرج راجلا، أو خرج معه فرسا الذي ارتبطه في سبيل الله، فإذا استشهد خلف أيامي ويتامى! وإذا جرح تحمل مداواة نفسه!.

ونظام الغنائم ـ في مثل هذه الأحوال ـ لابد منه، بل هو العدالة المفروضة..
وقد وردت نصوص كثيرة تشرحه وتحدد أنصبته!.

أما اليوم فقد تغيرت الظروف تغيرا جذريا، فالدول تجند الأفراد تجنيدا عاما، يأتيها الشاب فتطعمه وتكسوه وتضع بين يديه سلاحه الذي اشترته له، وتعده للمعركة أتم إعداد، فإذا جرح داوته، وإذا قتل كرمته وتولت الإنفاق على أهله وولده... "

محمد الغزالي , السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث

69 " يوم اشتبك المسلمون الأوائل مع الدولتين العظميين الروم والفرس كانوا أحق بالنصر لأنهم نازلوا أعداءهم في الميادين التقليدية المعروفة، وحملوا ذات الأسلحة، وتفرقوا عليهم بالإيمان الحق وتأييد الله..
ثم وقع في عصور التخلف الحضاري أن انسحب المسلمون انسحابا عاما شائنا من آفاق الحياة، وسيطرت عليهم أفكار غريبة.. فهموا أن الاستعلاء على مغريات الدنيا يعني ترك الدنيا، وأن النجاح في الامتحان يكون بالفرار منه لا بالدخول فيه واجتياز مشقاته...
ونسيت تعاليم القرآن التي تقرر أن الأرض مخلوقة للناس، وأن التمكين فيها جزء من رسالة الحياة الأولى والأخرى وحلت محل هذه التعاليم أحاديث تغري بالفقر والتجرد!.
ومع أن هذه الأحاديث عند التأمل تخالف أحاديث أخرى أصح منها سندا ومتنا، وقبل ذلك تخالف منطق القرآن الذي يجعل الجهاد ركنا لحراسة الإيمان ونظمه وشعبه، مع ذلك فإن هذه الأحاديث وجدت رواجا وسيطرت على الجماهير الكثيرة. "

محمد الغزالي , السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث