Home > Work > جمهورية القرد الأحمر
1 " شريدا أنا كطفل خرج من بيته ذات ليلة وأعجبه الضياع.. وحيدا أنا أينما ذهبت.. تائه في نفسي والأيام تمضي بي.. كل ليلة أميل رأسي على الفراغ وأنام وحيدا.. لدي حنين للبعيد وأتمنى أن يقترب.. لا أعلم ما هو ومن أين سيأتي؟ ولكني كنت أرتكن على نفسي وأتمنى.. صارت غربتي بلاد بعيدة أمشي فيها ولا أجد بشر ولا شجر ولا حياة.. فقط أنا والخواء "
― ياسر أحمد , جمهورية القرد الأحمر
2 " الأيام التى تمضى بك، هى حدث دائمٌ متوالي، وأنت تحاول جاهداً أن لا تقودك بعيداً عن الأشياء التى تريدها. قواعد اللعبة تحتم عليك أن تحتمل ما تفقده، وليس أن تفرح بما تكسبه. توالي الأيام مستمر دون توقف والأشياء تتبدل فيه من غير تفسيرات. فى نهاية المطاف لن يتبقى لك سوى ما أنتهيت عنده، وحتى هذا ربما يكون قد تغير وأنت فى خضم الأحداث. تموت وتحيا فى داخلك أشياء وأنت تمضى فى السياق. هى فصول خريف التساقط وشتاء الحزن وربيع الإنتشاء وصيف القيظ، تطوى الأيام قدماً وتهب الرياح كل يوم من صوب جديد. "
3 " إنها الحكاية التي لن تفهمها.. أن تترك كل شيء خلفك وتخفي جثتك جيداً.. أوجاعك كلها تدفنها معك.. ثم تتلاشى هكذا كالضباب.. وتبقى ميتًا دون أن يشّك أحد منهم.. دون أن يفتش أحد عن حقيقتك.. ميتاً مثالياً يتصرف مِثل كل الأحياء "
4 " قد تغادر الميدان ولكنه لن يغادرك أبداً.. سيظل يلاحقك وسيبقى كامناً في ذاتك مهما تداعت عليك الأحداث "
5 " أنا البلورة المسحورة التي انكسرت. أنا نفس الشيء ولكنه تغير. أنا الآن الشظايا التي تجرح. "
6 " سنفترق؟.. نعم سنفترق فهذا الدرب لابد أن يقود إلى مفترق.. سيمضي كل منا فى اتجاه، وسنصير فرادى كل واحد منا يمضي إلى حال سبيله.. أليست تلك هي الحياة؟.. كل منا يسير نحو وحدته.. نحو ذاته التى ينتهي إليها.. سمنضي مبتعدين حيثما تتشعب الطرقات.. سنتقاتل على كل شيء ولاشيء.. سنتقاتل على كل معنى حتى تصبح كل المعاني خاويةً من كل ما كانت تحمله.. سنفترق هنا ولن نلتقِ سوى فى الذكريات ونواصي المقاهي صدفةً.. ستظل وجوهنا حاملةً نفس الملامح ولكن ستغيب كل الأشياء التى عرفناها عن بعضنا البعض وسنظل مجرد ملامح لأشياء كثيرةٍ ضائعة.. سنفترق بلا عودة.. وحتى لو التقينا في أي زمان أو مكان سنكون غرباء.. غرباء حتى عن انفسنا.. كلنا صار يخاف الآخر.. نخاف تلك الغربة التى خلقناها من باطن هواجسنا.. نخاف طعنات القدر المتمثلة فيَّ وفيك.. نعم كان حلمنا واحد.. انبثق من أرض واحدة وشارع واحد .. نفس الرصيف ونفس القدر المُرّ ولكننا انقسمنا عند مفترق الطرق.. كل منا حمل أحلامه وحده ومضى بها في طريقه.. وفي طريقه صار يلعن الآخر على الملأ.. صارت الطرقات كخناجر تقطعنا وتمزقنا.. كل منا صار وحدياً في وجه العاصفة. "
7 " الحياة كموج البحر لا يتوقف عن أرجحة مركبك، إن تبحر وتستمر أو تتوقف فى مكانك ستستمر هى فى مواصلة الأرجحة. "
8 " احذر بطش الصمت عندما يتكلم "
9 " أحلامنا لم تعد ملكنا.. استوطنها الآخرون.. هل حلمت يوم بحلمٍ جميل؟.. هل رأيتهم وهم يسكنون حلمك؟ يدهسونه بجحافلهم؟ يأخذون مكانك ويعتلون أفقك.. يسدونه بوجوهم القبيحة.. يضربون سياجهم حول حديقتك.. يغيرون شكل بيتك..يغيرون العتبات.. كل ما كان جميلٌ بدلوه.. أديم الأرض الناعم تطأه الأقدام الغليظة الهوجاء.. حرامية الأحلام اغتصبوا منا الحلم.. ضاق الحلم وغامت سماؤه.. فككوه جزرًا ورسموا فوق الصورة ملامح أخرى.. حتى الشعارات سرقوها وصارت ملكهم.. وأنت تقف أمامي في النزع الأخير.. فارساً وحيداً بين الدروع.. مكبلاً بالحزن تتأرجح على حافة الضياع.. أما أنا فلم أعد احتمل غضبي وحزني.. كل شيءٍ أكلني من الداخل فصرت خاوٍ.. أنا الأن أتهاوى كمدن الرمال "
10 " أنا القصة السجينةأنا وقع الأشياء التي لا تنسى "
11 " في الليل يتذكر الغريب متجهاً نحو الخطر. قليلون هم أبناء اللحظة، أبناء اليقين والصعب، هؤلاء المارون نحو المجهول. "
12 " عندما يعلو الظل فوق الرؤوس وتنام الخطوات في كنف الظلام.. سيأتي قادماً من بيوت الغياب.. سيحن للحلم الذي يناديه من جوف الأحزان.. سيعود للأرض وللوطن وسيقف هنا عندما يذهب الجميع "
13 " أنا أكذب وأتجمل وأبيعك أي شئ في.. سترتي.. رابطة عنقي المملة.. ياقة قميصي المبللة بكدح لغدي فى الكذب طيلة ساعات البث الفضائي.. أبيعك مصطلحاتي الرنانة.. كلماتي الطنانة.. شعارتي الملتهبة كقولوني من كثرة المنبهات.. لا وقت لدي للنوم أو للراحة فالمزاد مستعر.. أسهمي بلغت عنان السماء وأنا أبيع كمرابي يهودي جشع.. أبيعك جشعي وخبلي ونظريات مؤامرة.. هذا هو منتجي المفضل.. سأصنع لك مؤامرات محبوكة حسب المقاس وحسب الحالة النفسية التي تمر بها.. أنت الساذج الذي يشتري.. تشتري كل ما أبيعه لك بينما أنت جالس على الأريكة كألة تلقي خاوية.. أبيع لك نفسك أيضا وبخصم 100% وأنت تشتري. أبيع لك نفسي.. وأبيع الوطن.. وأبيع القيم في ذروة المضاربات.. أبيعك الجهل الكبير وأنت تشتري بنهم.. أبيعك السياسية بشعارين .. وأبيعك الدين بتسبيحتين وحديث.. وفي الفواصل أبيعك السمن وجهاز التكييف ولحاف السرير.. التجارة شطارة والخسة إدارة وأنا أمنحك الباكدج كامل.. طبختة وأنا في الطريق إلى الأستوديو قبل البث بدقائق.. هذه صفتي فران متمرس.. سريع في عجن الرغيف للطابور الجائع.. للشعب المستهلك للغو الفارغ بشراهة "
14 " أسبح فى بحيرة مياه راكدة. عمري يدور فى دوائر مغلقة وفى صدري وطيس معارك لم تضع أوزارها بعد "
15 " أنت الشعار وأنا الحقيقة التى لا تتفق مع الشعار "
16 " عندما يحلُّ الليل فوق المدينة التائهة، يجوب صوتٌ خافتٌ في رأسه، هل انتهى الحلم؟ "
17 " هو أينما كان، لم يختلف كثيرا عن الآخرين، بل كانوا مثله، ولكن لم يكن أحد ليعرف لماذا كان هو الأكثر معاناةً ؟ لماذا هو الذى جن جنونه ومات؟! "
18 " .. أحزاني تنمو كل يوم كنبات البوص فى المستنقع الأسن.. أينما نظرت حولى أطلت الوجوه كئيبة كالأرض الخراب.. الوطن لم يعد يعني سوى الرماد الذى يحترق أكلا نفسه.. أنها الحقيقة التي أنكشفت لنا.. ها هو عري الحقيقة يعترينا.. والحقيقة وجدناها عار "
19 " عد قليلاً للوراء، بضعة ليال. هناك وقف في شارع محمد محمود على رأس المشهد وأطل. انتهى بلا رجعة، حسم قراره ولم يجد شيئاً يبقى من أجله. لم يجد ما يفعله للفتى المندفع بالحجر، تركه لهدير المجهول، تركه حيث الفخ المنصوب، تاه منه في ظلمة الشارع الدموي. "
20 " يهبط الليل فينتابه الحنين للميدان وكأن المفقود سيعود حتماً ذات يومٍ إلى ساحة المعركة "