Home > Work > إيران من الداخل

إيران من الداخل QUOTES

8 " رابعة تلك الملاحظات أن الإيرانيين لم يكونوا على استيعاب كاف لتطورات الوضع العربي ، التي هي في مجملها أقرب إلى السلب منه إلى الإيجاب ، ذلك أنه حتى قرب نهاية الستينات كانت للجماهير العربية قيادة متمثلة في جمال عبد الناصر . و كانت قيم النضال ضد الاستعمار و الثورة لاستخلاص الحقوق مما تبناه الشارع العربي و وقف وراءه .
كان للجماهير العربية حضور ، فضلا عن أنه كانت ثمة قيادة تعبر عن ضمير تلك الجماهير و طموحتها . ابتداء من السبعينات تغيرت تلك الصورة ، غاب الرمز و غاب دور الشارع . و ظهرت خريطة من القيم السلبية الجديدة في الواقع العربي ، تتبنى الإنحياز إلى المعسكر الغبي من ناحية ، و ترفع شعارات الإقليمية و التجزئة من ناحية أخرى . و بدأت في العالم العربي مرحلة "الأنظمة" التي تعاظم دورها على حساب دور الشارع و الجماهير . هذه الظروف في مجموعها كان لها تأثيرها الضروري على القيادة الفلسطنينة . كان لابد لتلك القيادة أن تتعامل مع الواقع العربي بمتغيراته السلبية ، إذ لم تكن في موقف يسمح لها لا بتحدي هذا الواقع و لا بتغييره . و هذا ما لم تدركه القيادة الإيرانية ، و حاسبت الفلسطينيين من منطلق خاطيء تماما ، منفصل عن تلك المتغيرات في الواقع العربي . "

فهمي هويدي , إيران من الداخل

18 " قال الراوي: عندما وصل هاني الحسن، مستشار عرفات ليكون أول سفير لفلسطين في طهران الثورة، أنزلوه والوفد المرافق معه في أكبر قصور رجال الشاه، قصر أمير عباس هويدا، الذي كان رئيس وزراءه الأثير 13 عاما، وهو القصر الذي أصبح مقراً لرئيس الجمهورية فيما بعد.
كان وصولهم في المساء، ووسط مشاعر الحفاوة البالغة التي أحيطوا بها، لم ينتبه أحد إلى مسألة إعداد عشاء لهم. ولما حل الظلام وشعر أعضاء الوفد بالجوع، علم أحد المرافقين الإيرانيين بالأمر، فخرج ليستحضر لهم طعاما.
أوقفوه عند أول حاجز أمن أقامه رجال الكوميتات في الشارع المؤدي إلى القصر. ولما أوضح لهم حقيقة مهمته، فوجئوا وصدموا، حتى اغرورقت عينا أحدهم بالدموع، وقال بأسى وهو لا يكاد يصدق: الفلسطينيون هنا في طهران جائعون، ولا يجدون عشاء لهم؟ ركض الشباب يبلغون الواقفين عند الحاجز التالي، وانتقل الخبر من حاجز الى حاجز، حتى شاع النبأ في طهران، وحدث "استنفار" في العاصمة لمحو هذا "العار"!! "

فهمي هويدي , إيران من الداخل

19 " قال الراوي: عندما وصل هاني الحسن، مستشار عرفات ليكون أول سفير لفلسطين في طهران الثورة، أنزلوه والوفد المرافق معه في أكبر قصور رجال الشاه، قصر أمير عباس هويدا، الذي كان رئيس وزراءه الأثير 13 عاما، وهو القصر الذي أصبح مقراً لرئيس الجمهورية فيما بعد.
كان وصولهم في المساء، ووسط مشاعر الحفاوة البالغة التي أحيطوا بها، لم ينتبه أحد إلى مسألة إعداد عشاء لهم. ولما حل الظلام وشعر أعضاء الوفد بالجوع، علم أحد المرافقين الإيرانيين بالأمر، فخرج ليستحضر لهم طعاما.

أوقفوه عند أول حاجز أمن أقامه رجال الكوميتات في الشارع المؤدي إلى القصر. ولما أوضح لهم حقيقة مهمته، فوجئوا وصدموا، حتى اغرورقت عينا أحدهم بالدموع، وقال بأسى وهو لا يكاد يصدق: الفلسطينيون هنا في طهران جائعون، ولا يجدون عشاء لهم؟ ركض الشباب يبلغون الواقفين عند الحاجز التالي، وانتقل الخبر من حاجز الى حاجز، حتى شاع النبأ في طهران، وحدث "استنفار" في العاصمة لمحو هذا "العار"!!

أضاف محدثي الذي كان عضوا في الوفد، أنهم فوجئوا بعد ساعة بمواكب الإيرانيين الذين هرولوا إلى القصر حاملين ما عندهم من طعام، ولم ينم أعضاء الوفد الليل بطوله، لأنهم ظلوا يستقبلون أوعية الطعام الضخمة التي تقاطرت عليهم من كل صوب، بعدما هب الإيرانيون يذبحون ويطبخون ويتسابقون في تقديم تلال اللحوم والطيور وجبال الأرز، وسلال الفاكهة والحلوى، إلى الوفد الفلسطيني! "

فهمي هويدي , إيران من الداخل