Home > Work > الدين والتدين: التشريع والنص والاجتماع

الدين والتدين: التشريع والنص والاجتماع QUOTES

1 " سلفياً، لاحظ العقل التدويني ظاهرة الامتناع عن التشريع في القرآن المكي، ولاحظ ظاهرة النزول المفرَّق للقرآن، وأقر بعلاقة السببية التي تربط بين الآيات والحوادث، كما لاحظ تغير الأحكام خلال مرحلة التنزيل، ووقف علي الصياغات البنيوية المتباينة في النص ما بين العام والخاص. ومع ذلك لم يتسنّ لهذا العقل الوقوف علي المعني الاجتماعي في هذه الظواهر، ومن ثم التقاط البُعد النسبي للأحكام التشريعية وارتباطها بظروفها الجغرافية الزمنية، بل العكس من ذلك، مضي في الاتجاه المضاد فألحق هذه الأحكام بالمطلق الديني المؤبَّد، باعتبارها جزءاً من بنية النص التي صارت مقدسة في ذاتها. عاد العقل السلفي ففرَّغ ظاهرة التنجيم من مضمونها عبر تبنيه لمقوله النزول المُجْمَل للقرآن من اللوح المحفوظ. وصادر علي فاعلية أسباب النزول من خلال الحيل الأصولية التي ربطت السبب بالآية لا بالحكم الذي تحمله (العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص التنزيل) كما تجاهل الدلالة الجدلية لتغير الأحكام خلال فترة التنزيل القصيرة، عبر التعاطي مع مفهوم النسخ كعملية نظرية تتعلق ببنية النص وليس كمسار واقعي لتاريخ الجماعة المسلمة الأولي في إطاره الإجمالي "

عبد الجواد ياسين , الدين والتدين: التشريع والنص والاجتماع