Home > Work > الفقيه الفضائي
1 " كلما تعلم المرء زادت ثقته بنفسه وزاد إيمانه برأيه، حتى لتصبح الخيارات الذاتية بمقام القول شبه المعصوم "
― عبد الله الغذامي , الفقيه الفضائي
2 " ...يأتي مفهوم الإختلاف في الفقه حسب الثنائيات الفكرية التالية :١- أنا - أنا .. ثنائية الاتباع والتقليد.٢- أنا - أنت .. الوسطية.٣- أنا - هو .. اللاوسطية ...في الأولى : ينظر الواحد الى الآخر معتبراً الذات الأخرى صيغة للذات القائلة تتماهى معها وتنساق مع قولها، وهذه حالة سيصف الطرفان كل لصاحبه بأنه من أهل الحق والثبات، ولاتوجد ضمائر نحوية..في الثانية: سيأتي حوار يقوم على متكلم ومخاطب حيث يعي كل واحد من الطرفين الطرف الآخر وهما معاً وجودان كاملان وسيمضي القول بينهما حسب نظرية الإتصال اللغوي بين مرسل ومرسل إليه ورسالة، وفي الوسط ستكون المرجعية الذهنية التي يصنعها السياق وتتضمن شفرات القول وتقوم على وسيلة اتصال صحيحة عمليا وعقليا. وهنا تتمثل -الوسطية - ..في الثالثة: تكون الـ ( أنا ) مقابل الـ ( هو ) ، حيث يجري تغييب الآخر عمداً وقصداً !! .. وتحويله الى كائن هلامي ، ويجري تشخيص صفاته حسب شروط الذات بما أنها هي الحضور المطلق، وســيـكون القول هنا .. حُكمـاً وليس رأياً !! . في هذه الحالة يصبح الآخر في ضمير الغائب وسينقطع الإتصال قي هذه الحالة بسبب تغييب المرسل إليه وحسم مصيره مع الخطاب ومنعه من الإستقبال التفاعلي. "
3 " يظل وصف الاستشراق هو ما يصدق على الخطاب الثقافي و الإعلامي الأمريكي و الأوروبي اليوم من حيثُ صورة الإنسان المُسلم كما يصنعها هذا الخطاب و كما تصدقها الجماهير المستقبلة لهذا الخطاب "
4 " إن الخوف السيكيولوجي إذا أصاب ثقافة فإنه يجعلها تتصرف باندفاع مماثل لقوة الخوف نحو التحصن، ونحن نلاحظ أن كل الفتاوى التي تحرص على التحصن وتتخذ كل السبل إليه إنما تشير بأول ما تشير إلى فكرة المؤامرة وفتح الثغرات، وهذه من الناحية الفقهية ستصبح قرائن ظرفية تعزز الفكرة وتقوي قناعة القائل الذي سيندب نفسه لحماية الأمة. "
5 " تكتسب الأفكار قوة إضافية كلما تعاقب عليها الزمن من جهة وتواتر القول بها من جهة ثانية، وهذا يعطيها حصانة رمزية تبلغ حد التقديس بسبب رسوخها الذهني، يحدث هذا في السياسة وفي الثقافة وفي مقامات الناس، مثلما يحدث في الرؤية الدينية وفي الفتوى التي ستتحول من كونها رأيا لشخص مفرد، ثم بمفعولية النسقية الثقافية ببعدها الزمني والتواتري تصبح عقيدة يتخوف كل من يفكر بمخالفتها "
6 " المعنى السيكولوجي لمصطلح التغريب يضرب في أعماق النسق الثقافي العربي مستدعيا تاريخ الاستعمار وتاريخ فلسطين ومن استلب الأرض سيستلب العرض الثقافي "
7 " يتحكم في البشر سلطان النسق الثقافي، و يدير رؤيتهم الظرفية و الذهنية، و لن يتغير النسق و إن غيّرَ صيغهُ و ألاعيبه، و هو و إن دفعناً أولاً إلى استنكار الوسيلة و ما هو غريب علينا و أدى بنا إلى تحريمها فإنهُ تحت الضاغط الظرفي سيساعدنا على التسليم و لكننا سنجد أنفسنا أننا و إن قبلنا الوسيلة الحديثة و لم نعُد نحرمها إلا أننا سنستخدمها بأسلوب لا يُحررنا من نسقيتنا ... "
8 " الاختلاف سمة العلم حتى إن الذين لايختلفون حقا هم الأميون , وكلما صار المرء عاميا في مسألة من المسائل مالت نفسه للأخذ بالرأي الواحد القاطع فيها وصار يخاف من تعدد الآراء "
9 " مفهوم السلف مفهومًا متحركًا لأن الأفكار لها سلالة نسب مثلها مثل البشر، وكل فكرة لا بد أن أحدًا قد قالها في زمن ما، وهذا نوع من أنواع السلفية بما إنها تاريخ للفكر ولسيرة البشر، وما من فتوى شرعية إلا ولها سلف صالح من نوع ما، والخطأ سيكون فينا لو تصورنا أن السلف الصالح هي مقولة واحدة تعني فئة واحدة ولها قول واحد "
10 " لست أخفي موقفي التشككي من وجود شيء يمكن أن نسميه العقل وكنت وما زلت أميل في أبحاثي إلى رفض فكرة العقل وأراها مخترعا ثقافيا صنعته اللغة، ثم نسبت إليه صفات كبرى وعظمى وراحت تتعبد هذه الصفات، عبر الاستخدام المفرط لكلمة العقل والعقلاني والمعقول "