Home > Work > لزوم ما يلزم
81 " - في شرقنا كل ينصب نفسه ،في غفلة النقاد رائد ما يشاء ،يكفي لهذا أن يكون المرء موهوباً بفن اللاحياء ،فن الوصول إلى الكتف ،فن التجارة بالمذاهب ،والسمسرة ..- يا .. يا حفيظ !- في شرقنا من هؤلاءرواد هذا الفن آلاف الشيوخ ،ولكل شيخ مذهبه ،وطريقته .خَتْمُ الخواجه لم يزل في الشرق عنوان الأصالة !- قل عن لساني للزبائن :لاتشتروا السلع الرخيصة ،لايصنع التقريظ فيلا من ذبابة .- سيقال إنى حاقد لخراب دكانى .. على حظ بدكان مجاور !السوق عرض يستجيب إلى الطلب ،لن أفتح الدكان إلا بعد موتى ..لاتريد السوق إلا من يجيد السمسرة "
― نجيب سرور , لزوم ما يلزم
82 " زرعت عند بابكم صفصافة ،في فرعها علقت قلبى .. قلت : راحل حبيبتى الوداع ،انى قرأت في كتيب قديم ،نصيحة يقولها حكيم :( يا أيها العشاق ..لاتدعوا الهوى ،من قبل أن تجربوا الفراق ! )حبيبتى رحلت كى أجرب الفراق .وساعة الرحيلمن قمحنا أخذت حفنتين ،من نخلنا أخذت تمرتين ،من قطننا أخذ لوزتين ،من نيلنا أخذت جرعتين ،من شعرك الجميل خصلتين ،ومرت الأيام ..اليوم يا حبيبتى بشهروالشهر ياحبيبتى بعاموالعام يا حبيبتى كدهر ،يا أيها الحكيم اني فارس العشاق ،ما لوعة الأشواق ،أنا الذي من بينهم عرفت ما الفراق ،ما لوعة الأشواققلبى على صفصافتى يخضر لو تخضر ،يرف لو ترف ،يدف كالعصفور لو يداعب النسيم ..أوراقها .. يخضل لو تخضل ،يبتل لو تبتل بالمطر ،يهتز لو تهزها الرياح ،يرتجف ،يجف لو تجف .صفصافتى أنا .. أنا أموت لو تموت ! "
83 " كيخوت مهلاً .. ما هناك ؟بحر من المتظاهرين هديره شق السماء ،بالموت .. بالموت الزؤام .. أو الجلاء ؟كيخوت .. ما الموت الزؤام .. وما الجلاء ؟من هؤلاء ؟ !ما هؤلاء ؟ !وإذاك بين الموج تطفو كى تغوص ،وتغوص كى تطفو - صغيراً أنت كنت - !ما غير هذا حوت يونس ،ما غير هذا .. أنت توشك تختنق !وصرخت ياكيخوت بالموت الزؤام وبالجلاء ..حتى لُفظت إلى الرصيف ،فجعلت تهتف من هناك ..وبمثل صوت الضفدعه ،كيخوت وحدك .. بالرغيف ..وسقوط " باشا " كان فى اخطاب فى القصر الكبير ،واذا بكف كالجبل ..تهوى عليك .. على قفاك ..كى تنكفىء ..فوق الرصيف !كيخوت فانهض .. هل ترى ؟ !هجم العساكر .. بالألوف على الألوف ،جاءوا كما الطوفان لا بالنوق بل بمصفحات ..ومدرعات .محفوظة ياقريتى .. فالنوق من لحم ودم ،لا من حديد !حوتان يقتتلان .. أيهما يكون المنتصر ؟ !ياسيداتى .. يا أميراتى الحسان ..من يومها أدركت ما الموت الزؤام وما الجلاء ..فالموت فى الميدان أكوام كحقل القمح فى يوم الحصاديا قريتى .. ها أنت مثل مدينتى ..كِلْتَاكُما فى الهم .. فى البلوى .. سواء ! "
84 " - من أعجب الأشياء يا بايرون في كل العصور ،أن الذين يولولون على القتيل ..هم قاتلوه !صلبوا المسيح وعسكروا حول الصليب ،يبكون من أجل " المخلص " !- يا ليت كانوا خلصوه !- واذن لكانوا سوف يشكون البطالة "
85 " الشاة احيانا تكون الذئب ان غاب الذئابفالذئب يلزمه القطيع بقدر ما يلزم ذئب للقطيع ! "
86 " ياسيداتى .. يا أميراتى الحسان ..!صَلَّيْتُ فى الماخور كى أعرف أسرارَ الطهارة ،وزنيت فى المحرابِ كى أسبر أغوار الدعارة ،لكن شيئاً واحداً لم أقترفه .. هو اللواطة !ياسيداتى معذرة ..ان كنت قد جانبت آداب اللياقة .أنا لست أعنى فتنة الغلمان .. ما كان " ابن هانىء " ..فى الحق لوطيا .. ولكن اللواطة أن تقول ..ما لاتريد ،أو أن تريد ولا تقول !قالوا قديما : ( لاتخف ان قلت ، واصمت لاتقل ..ان خفت ) .. لكنى أقول :الخوف قواد .. فحاذر أن تخاف !قل ما تريد لمن تريد كما تريد متى تريد ..لو بعدها الطوفان قلها فى الوجوه بلا وجل :" الملك عريان " .. ومن يفتى بما ليس الحقيقه ..فليلقنى خلف الجبل !انى هنالك منتظر ..والعار للعميان قلبا أو بصر ،وإلى الجحيم بكل ألوان الخطر ! "
87 " ستظل مثل حصانك المهزول تعرج،كل شئ أعرج،حتى الطرق،حتى الأماني في الأفق،حتى الرؤى شاهت كما في رأس معتوه،كما أضغاث حلم،كيخوت أنت الوهم أو كل الذي تلقاه وهم؟!هذي طواحين الهواء تلف أذرعها الطوال على هواء؟!ما غاية الدوران يا "دولسين" يا معبودتي غير الدوار..أو الخيار،بين الجنون والانتحار؟!هاتي حصادك يا سنين..ماذا لديك سوى الضجيج؟أمن طحين؟! "
88 " إن كان حقًا قد أتى طوفانمن قبل أن نأتي لأن العصر كانفظًا خسيسـًا.. أبشري يا أرضناحتمًا سيأتي عصرنا طوفان. "
89 " نهداك ومصباح أحمر..قمعا سكر،فرخان بعش مرمر،أرنبتان..قبرتان..وتران لقيثار أخضر،يا للأنغام اللبنية،النغمة ترقص للنغمة،وأنا في صدرك ثعبان،مجنون..يشفط في الحلمة..حتى يسكر!"أبو العلاء:يازمنا ملعونا أغبر..من قال بأن الإنسان،لا ينهش لحم(النسوان)في ضوء المصباح الأحمر؟! "