Home > Work > هذه رسالات القرآن: فمن يتلقاها!؟
1 " فكل من أبصر عظمة الخالق في عظمة المخلوق، واتخذ آثار الصنعة مسلكاً يسير به إلى معرفة الله فهو متدبر وهو متفكر "
― فريد الأنصاري , هذه رسالات القرآن: فمن يتلقاها!؟
2 " إن الانتساب لرسالة القرآن تلقيًا وبلاغًا ، معناه : الدخول في ابتلاءات القرآن ، من منزلة التحمل إلى منزلة الأداء . "
3 " أيّها الأحِبّةُ المُكابِدون! إنّ حُمّال هذه الحقائق الإيمانية في الأمة اليومَ هم القليل.. وإنّ الحامل لجمرةٍ واحدٍ من جمرِ آيةٍ واحدة، يكتوي بلَهيبها، ويستهدي بنورها؛ لأنفع لنفسهِ وللنّاس -بإذن الله- من مئاتِ الحفّاظ للقرآن كاملًا، الذين استظهروهُ من غير شعورٍ منهم بحرارتهِ، ولا معاناةٍ للهيبِه، ولا مشاهدةٍ لجماله وجلاله! "
4 " فلا يحقِرَنّ نفسه صاحبُ الآيةِ والآيتين والثّلاث... إذا ان حقًا ممّن قبض على جمرهنّ بيدٍ غير مرتعشة! وارتقى بقراءتهنّ إلى منازل الثريا، نجمًا ينيرُ شبرًا من الأرضِ في ظلماتِ هذا العصرِ العصيب! "
5 " إن مَثَلَ القرآن ومَثَلَ الناس في هذا الزمان، هو كثلاثة مسافرين تَاهُوا في الصحراء بليل مظلم! صحارى وظلمات لا أول لها ولا آخر..! فبينما هم كذلك إذ شاهدوا في السماء نجماً مُذَنَّباً لاَهِباً، لم يزل يخرق ظلمات الأفق بنوره العظيم، حتى ارتطم بالأرض! فافترقوا ثلاثتهم إزاءه على ثلاثة مواقف:فأما أحدهما فلم يُعِرْ لتلك الظاهرة اهتماماً، بل رآها مجرد حركة من حركات الطبيعة العشوائية! وأما الآخران فقد هرعا إلى موقع النَّيْزَكِ فالتقطا أحجارة المتناثرة هنا وهناك.. وكانا في تعاملهما مع تلك الأحجار الكريمة على مذهبين:فأما أحدهما فقد أُعْجِبَ بالحجر؛ لِمَا وجد فيه من جمال وألوان ذات بريق، وقال في نفسه: لعله يستأنس به في وحشة هذه الطريق المظلمة، ثم دسه في جرابه وانتهى الأمر!وأما الآخر فقد انبهر كصديقه بجمال الحجر الغريب! وجعل يقلبه في يده، ويقول في نفسه: لا بد أن يكون هذا المعدن النفيس القادم من عالم الغيب يحمل سِرّاً! لا يجوز أن يكون وقوعه على الأرض بهذه الصورة الرهيبة عبثاً! كلاَّ كلاَّ! لا بد أن في الأمر حكمةً ما! ثم جعل يفرك حجراً منه بحجر، حتى تطاير من بين معادنه الشَّرَر..! وانبهر الرجل لذلك؛ فازداد فركاً للحجر، فازداد بذلك تَوَهُّجُ الشَّرَرِ.. وجعلت حرارة معدنه تشتد شيئاً فشيئاً؛ حتى وجد ألم ذلك بين كفيه! بل جعلت الحرارة الشديدة تسري بكل أطراف جسمه، وجعل الألم يعتصر قلبَه، ويرفع من وتيرة نبضه..! لكنه صبر وصابر، فقد كان قلبه - رغم الإحساس بالألم والمعاناة - يشعر بسعادة غامرة، ولذة روحية لا توصف!.. وما هي إلا لحظات حتى تحول الحجر الكريم بين يديه إلى مشكاة من نور عظيم! ثم امتد النور منها إلى ذاته، حتى صار كل جسمه سَبِيكَةً من نور، وكأنه ثريا حطت سُرُجَهَا ومصابيحَها على الأرض! "