Home > Work > الهوية والحركية الإسلامية
21 " ولا تكون الهوية أمراً مذموماً إلا حينما تصبح مرجعية ذاتها، ولا تقبل بأي معايير خارج ذاتها. فيرى عرق معين أنه فوق الآخرين أو أن القوة هي الحق. "
― عبد الوهاب المسيري , الهوية والحركية الإسلامية
22 " العالم الإسلامي أصبح بمثابة خط الدفاع الأول ضد عمليات تشيؤ وإعادة تشكيل الإنسان والثقافات والحضارات، والتي تشنها الاستهلاكية العالمية (الإمبريالية الجديدة)، ذلك أن إطارنا العقيدي لا يزال قائماً حياً، خاصة بين الفقراء، وهم غالبية الشعوب الإسلامية، فهو يحركنا ويصوغ رؤيتنا وأحلامنا وتوجهاتنا في معظم الوقت، فنحن نشكل خطوط المواجهة والمقاومة ضد الاستهلاكية العالمية. "
23 " ففي مقابل الرؤية الداروينية المتوحشة توجد رؤى أخرى تنطلق من منطلقات مغايرة تماماً من بينها الرؤية الإسلامية التي تنطلق من الإيمان بأن الله واحد، ولأنه واحد فنحن لا نستسلم إلا له ولا نسلِّم إلا له، ومن ثم فالمسلم لابد أن يرفض الظلم، فالعدل هو القيمة القطب في الإسلام، ولذا نجد أن العالم الإسلامي يبدي رفضاً عميقاً للرؤية أو العقيدة الداروينية الغربية ويتمرد عليها ويقاومها ويجاهدها. "
24 " حقيقة الأمر هي أن ثمة ثقافة إسلامية قائمة على فكرة الإله الواحد، واستخلاف الإنسان في الأرض ومن ثم فهو قادر على تجاوز السطح المادي، في هذا تلتقي الإنسانية الإسلامية مع الإنسانية الغربية ذاتها. "
25 " ولنلاحظ أنني أرى أن ثمة تواصلاً بين الإنسان والطبيعة على انفصالهما. فمع أن الله قد علم آدم الأسماء كلها، وأن الإنسان وحده هو الذي يحمل الرسالة؛ إلا أنه استخلفه في عالم الطبيعة ليعمره، لا ليبدده. إنه عطية الله له ونعمته عليه. وهذا المفهوم مختلف بشكل جوهري عن المفهوم السائد في التشكيل الحضاري الغربي الحديث، المبني على هزيمة الطبيعة وعلى السيطرة على الكون والإنسان، فهذه رؤية في جوهرها "إمبريالية" بالمعنى الفلسفي والمعرفي للكلمة. "
26 " لا يوجد التزام أمريكي مبدئي وأخلاقي بالمقولات الديمقراطية أو الأخلاقية، فكل شيء يوظف في خدمة المصالح الأمريكية حتى لو كان فيها مس بكرامة الإنسان وانتهاك لحقوق الشعوب الأخرى! "
27 " يبدو أن الغرب في الوقت الحاضر وجد أن عملية التحديث والديمقراطية "المحكومة" قد تؤدي إلى بروز نخب حاكمة مرنة يمكن التفاهم معها، ويمكن أن تحول الشعب العربي إلى شعب ينسى كل القيم مثل الكرامة والعزة والقومية بحيث يطبق عليه السقف المادي، ويصبح ذا توجهات اقتصادية وجسدية ومادية تجعله أكثر استعداداً للتعاون مع إسرائيل، "