Home > Work > تحت شمس الضحى
1 " نحن نستحي من الأشياء الجميلة أكثر مما نستحي من الأشياء السيئة. "
― Ibrahim Nasrallah , تحت شمس الضحى
2 " يحيرني ياأم الوليد أن الواحد منهم, مستعد أن يحمل ربطة ملوخية أو بصل من جنين لرفح دون أن يستغرب أحد ذلك, أما حين يحمل باقة ورد, فإن الناس تبدأ باستراق النظر إليه كما لو أنه دون ملابس, كما خلقه الله. "
3 " يحلم في الوقت الضائع؛ في الوقت الذي عليه أن يعمل أكثر في هذا الوقت الضائع. "
4 " لم يراودني الشك لحظة في أنني سأعود، لكن ما كان يؤرقني دائمًا الحالة التي سأكون عليها عندما أعود. في البعيد يصبح كل شيء غامضًا، حتى أنت، حين تحاول ذاكرتك القبض على الوجوه والأشياء، لا تقبض سوى على ضبابها. ليس ثمة بطولة في البعد، إن لم تسر عكسه، كما لم يكن هناك بطولة في الموت إن نسيت لحظة أنه عدوّك المتقدم فيك، وفي من تحب، وما تحب، وأن كل ما تفعله هو أنك تقف في وجهه، غير عابئ بعدد أولئك الذين يقفون معك أو عدد الذين يقفون ضدك.. أفكر أحيانًا، فأقول، كان يمكن أن نتخفف من كل هذا الموت، لو أن العالم يسمح لنفسه بين حين وآخر أن يكون أكثر عدلًا، يؤرقني أن فكرة جميلة كالحرية لا تتحقق سوى بجمال موتك، لا بجمال حياتك، وهو جمال يكفي ويفيض؛ ويؤرقني أن البطل يصبح بطلًا أفضل كلما ازداد عدد الأموات حوله أوفيه، وأن أم الشهيد تصبح أكثر قدسية، وبطولة حين يستشهد لها ولد آخر؛ يؤرقني أننا تحولنا إلى سلالم لجنةٍ هي في النهاية تحتنا، ولو كان الوطن في السماء لكنا وصلنا إليه من زمنٍ بعيد. في السجن، كان يقول لي المحقق: اعترف، فأقول له: وبماذا أعترف؟ ما أعرفه لا يمكن أن يكون في النهاية أكثر أهمية من نفسي بحيث أقايضه بها، ولا يمكن أن تكون نفسي أكثر أهمية منه بحيث أقايضها به. "
5 " الحكاية لا تنتهى عندما تنتهى ، الحكاية تبدأ ،وحين تبدأ ، يكون عليها أن تواصل هذه البداية إلى بداية أخرى .أنظر ورائى ، فلا أرى نهاية لشىء ، وأنظر أمامى فلا أرى سوى سلسلة بدايات ، النهاية دائماً بدايات كثيرة ، فمن أين أبدأ ؟النهاية ستكون مغلقة اذا ما قبلت حتى بانتصارهاالبداية أرحمالبداية تعنى أنك قادر على أن تعيش حياتك من جديد ، أن تملك جرأة المحاولة مرة أخرى وأخرىالبداية إنسانية كالسؤالأما النهاية قاتلة كالإجابةفمن أين أبدأ ؟ "
6 " لم أكن أحب الذين يعودون إلى أوطانهم فقط، كي يموتوا فيه، وكأن أوطانهم لن تعيش إن لم تكن جثثهم تحت ترابها! "
7 " يؤرقنى أن فكرة جميلة كالحرية لا تتحقق سوى بجمال موتك، لا بجمال حياتك، وهو جمال يكفي ويفيض ، ويؤرقنى أن البطل يصبح بطلًا أفضل كلما ازداد عدد الأموات حوله أو فيه، وأن أم الشهيد تصبح أكثر قدسية، وبطولة حين يستشهد لها ولد آخر، يؤرقني أننا تحولنا إلى سلالم لجنةٍ هي فى النهاية تحتنا، ولو كان الوطن فى السماء لكنا وصلنا إليه من زمنٍ بعيد "
8 " كنت أحب الحياة إلى ذلك الحدِّ الذي اعتقدت معه, أن على الموت أن يقاتلني طويلاً قبل أن يصلَ إلى داخل قلعتي هذه: جسديص33 "
9 " المشكة الحقيقية لك كإنسان ، أن يكون صوتك في النهاية صدى ، ينطق و يعود ، دون أن يعثر على أذن تسمعه "
10 " في زمن الخوف لا شيء يخيف كالأوراق حين يأتي الجنود.ص39 "
11 " -شفتي! العالم مجنون. أنتِ! كم مرّة قلتِ (لأبو الوليد) بأنك تحبينه قدّام الناس؟!-عزّا. قدّام الناس. أنا لم أجرؤ على قولها بيني وبينه!-ولم لا تقولينها هكذا، حتى قدّام الناس؟!-بدك يقولوا مجنونة؟ّ!-شايفة! هذا الذي كنت أريد ان أقوله لك. نحن نستحي من الأشياء الجميلة أكثر مما نستحي من الأشياء السيئة! "
12 " مرة قالت لي امرأة بعد أن حدّقت في الورد كثيراً، ثم تنهدت: نيّالها! محظوظة! سألتها: من هي؟ فقالت التي تحمل لها وردك. فقلت لها: لا، أنا المحظوظ بها.فقالت: هي محظوظة إذن مرتين، بكَ، وبوردكْ. "
13 " الوردة أختُ الموسيقى .. "
14 " أنتَ حين تكره إنساناً بدل أن تزيحه عن صدرك، تواصل القبول به فوقه كما لو كنت ملزماً به، لأنك لا تجرؤ على أن تقول له: تفضل واخرج من حياتي.. "
15 " البداية تعني أنك قادر على أن تعيش حياتك من جديد، أن تملك جرأة المحاولة مرة أخرى وأخرى، البداية إنسانية كالسؤال، أما النهاية فقاتلة كالإجابة. "
16 " لو كان الناس يأخدون بالوصايا، لتغير العالم منذ آلاف السنين، لغدا على صورة تلك الوصايا، ناصعاً، جميلاً، وكاملاً. "
17 " يؤرقني أن فكرة جميلة كالحرية لا تتحقق سوى بجمال موتك، لا بجمال حياتك،، وهو جمال يكفي ويفيض... "
18 " تعرف ، لابد من أن يختلى الانسان بنفسه قليلا ، حتى يستطيع احتمال هذه الحياة ! "
19 " كما لو أنها طالعة من واحدة من أغانى " فيروز " وجدها أمامه .كان على فيروز أن تغنيكِ ، أحسست بأنك الأغنية التى يجب أن تغنيها فيروز فوراً ، الأغنية الكاملة التى يحاول أن يغنيها المغنون ويكتبها الشعراء ويلحنها الملحنون منذ الأزل "
20 " نادت ثانية: أبو الوليد.ومن الطرف الآخر، جاءها صوته، كما لو أنه كان ينتظر نداءها من زمن بعيد: شو في؟-بحبك يا أبو الوليد. بحبك!راح الجنود يراقبون هذه المرأة العجوز التي تصرخ لرجلها، وترتد أنظارهم للطرف الآخر وهم يسمعون صوته ثانية: شو؟؟-بحبك. أعادتها من جديد.هز أبو الوليد رأسه، التمعت عيناه ببريق غير عادي، أما الجنود فقد حبسوا الأنفاس.أدرك أبو الوليد أن العالم كله في انتظاره، حدق في الجهة البعيدة، حيث المرأة السروة تنظر. وصرخ:-بحبك يا أم الوليد!-شو؟! ردت، رغم أنها سمعتها واضحة، ردت، لأنها تريد سماعها مرة وأخرى وأخرى.-بحبك!وهدأ كل شيء. في الوقت الذي راح قائد الدورية يهز رأسه باستغراب: عجوز، عجوزة، بِصرّخ، بخبك. فلسطينين مجانين. فلسطينين مجانين "