Home > Work > الضحية السابعة
1 " إنما نحن حصاد ما زرعناه، هل تتذكر تلك السنوات الماضية، كانت البذور كثيرة، احترت أيها تستحق قطرات الماء! وماتت البذور أو هكذا ظننت أنت، لكنى الآن أحصد ما زرعت.. فلا شيء يُسقى ويموت. حقًّا لا شيء يموت، الموت صورة من صور الرحيل من عالم إلى آخر.. يُستبدل شيء بشيء. وهكذا ما زرعته هناك حصدته هنا وما مضى تجلّى في صورة الحاضر. كل شيء يبقى. حتى زخات المطر التي سقطت على معطفي في ذلك اليوم، لم تسقط فقد عبرت إلى روحي وها هي الآن، تروي ما بقي منى لتبقيني. "
― نادية الإمام , الضحية السابعة
2 " أريد أن أرحل لأبعدِ مكان في العالم، لا أسمع صوتًا ولا أرى بشرًا. إلى بحر ترتطم أمواجه في الصخور ترتد إليَّ محمّلة بالأنين، يصيبني بعضٌ من رذاذها مالحًا باردًا معلنًا عن البحر الرحيل. أنت وحدك من أريده معي، حتى لو جمعنا الصمت، وجودك وحده يكفيني..... "
3 " يتسرب شعاع الشمس إلى جدار الغرفة على استحياء يضيء بوهجه ويلقي ظلاله على وسادتها ويفشل أن ينير ولو بعضًا من أحزانها. أي ضوء هذا الذي يواجه عتمة الظلم والخيانة، الشمس بذاتها ستفشل. تفر بحثًا عن مخرج تسقط بجوار جدار آخر بعيد عن ضوء الشمس، تجلس أرضًا تستسلم دهرًا. "
4 " ترى وجهًا منعكسًا على المياه يطاردها، تتزايد الوجوه تتلاعب بها فتشعر بدوار في رأسها، تتذكر كلماتها لنفسها كلما زارت البحر وغلبتها أحزانها:أَلْقِ نفسك في البحر يا قلبي ترتدّ بصيرًا. "
5 " أنصت إليّ: لا فائزَ في هذه الحياة، غايةُ الأمر أن تنجو. "
6 " ستظل تبكي بحثًا عن حاجتك، حتى لو تغير بمضي العمر شكل البكاء، كفاك بكاء تنتظرك الكثير من المعارك والصراعات التي انهزمنا فيها جميعًا، تُرى هل تفعلها أيها الصغير وتنتصر؟! أنصت إليّ: لا فائزَ في هذه الحياة، غايةُ الأمر أن تنجو. "
7 " من ينسى غدر الدنيا تدهسه الأيام بلا هوادة، دنيانا تعرف الرحمة مرة وتنكرها مرات، غُضِّي الطرف وتناسَي اُشعري مرة بالحب والأمان وستفاجئك الدنيا بأنيابها مغروزة في قلبك وجسدك تنهش ما يمكن أن تناله فقط؛ لأن الخطأ خطؤكِ، فقط؛ لأنك نسيتِ. "
8 " وكيف لي أن أتجاوز هذا الألم؟! أتذكر حسرة أمي وقهرها، كانت تأخذني في حضنها كل ليلة لتمنحني أمانًا لا تشعر به، كانت ترتجف من سكون الليل وتتساقط دموعها ملحًا يلهب قلبها قبل وجهها وأنا في حضنها أبكي صامتة حتى لا تراني فأزيد همّها همًا "
9 " كل حواسّي صرخت فيّ، قلبي توسل إلي، عقلي زجرني وهجرني، أخبروني أن الظلام آت، وبجوارك لن أرى النور وستهجرني الحياة، أخبروني أنني عابثة ولا أرى حقيقتك، زادوا في الخبر وزدت في العمى. "
10 " ضاقت الدنيا بما رحبت وغُلّقت الأبواب، ذهب في زيّه الذي يتخفّى به يتلمس رحمة الله وجبره من فوق سبع سماوات، مترجيًا ألطاف الله الخفية حتى وإن ضل الطريق. فإذا لم يَدْعُكَ إلا طائع يا رب، مَن للعصاة يا الله؟! "
11 " فتح الرسالة ليتأكد مما جال بخاطره:" إنني أجيد الوفاء بالوعود، رغم ذلك اكتشفت أنني أجيد التلاعب حول كل ذلك. ما أعجب النفس حين تريد! تعبث بمسارات ارتضتها لتخلق طريقًا ممهدًا، تهزم كل شيء لبضع ثوانٍ هي الزمن الذي أحتاجه لتصل إليك كلماتي الأخيرة لتحدثك بدلًا مني: لعلك بخير؟ لنقل حتى الآن فقط ستكون بخير، تذكر جيدًا، مُحرّم عليّ حبك. "
12 " لا تنسَ أبدًا: إذا ارتبكتَ لا تكمل، إذا ارتعشتْ خطاك توقف، إذا ترددت فقد انهزمت! "
13 " تتوكأ على أوجاعها ولا تنتظر يدًا تساندها ولا حبيبًا يضمد جراحها، عبرت وحدها أشد لحظات الألم والحزن والخوف والهلع، عبرت دون معين غير ربها "
14 " نسيت أنك موجود، نسيت أنك من الأساس على قيد الحياة، صدقني السراب له قيمة عنك فهو يعبث بعقل من يتخيله أحيانًا أما أنت وأما طيفك فلا وزن ولا قيمة لوجوده. كأنك لم تعبر إلى هذا العالم، كأن الله لم يخلقك. في حياتي أنت كأنك لم تكن ولذا لن تكون. "
15 " القلوب مثل المدن العتيقة لها أبواب سرية يدركها الكثير، ولا يفتح أقفالَها إلا مَن غامر بالوصول، ويا ويل من وصل! "
16 " نحب لتستكين أرواحنا مع من اختاره قلبنا، فالقلوب مثل المدن العتيقة لها أبواب سرية يدركها الكثير، ولا يفتح أقفالَها إلا مَن غامر بالوصول، ويا ويل من وصل! "
17 " أهواها وأهوى ظلها وظل الظل إن قابلته، وأهوى هواءً مرّ فتعطر بعبيرها، أي ثغر تمتلكين يا حبيبتي! تبتسمين فتشرق الشمس سرًّا وأموت في هواكِ سرًّا وعلنًا. "
18 " أما السفاح فيمضي في طريقه بخطوات متأنية يفكر في الضحية القادمة، قلب قاسٍ يسكن جسد إنسان، حجر يضخّ سُمًّا لا يسكن إلا بالدم والألم "
19 " وكلما ازداد البعاد زاد تمسكك بالحبيب، كأنك تطمئن بوجود الحب في قلبك عوضًا عن غياب حبيبك! "
20 " الحب كما ينبغي أن يكون هو هذا الحب الذي لا ترغب في التخلص منه، تغرق وتغرق وتشتاق لمزيدٍ من الغرق. حتى مع الجراح لا تنسى. في هذا النوع من الحب، أنت تقاوم النسيان لا الحب، أنت تحارب فَقْد هذا الحب، أنت تحتفظ به وكلما ازداد البعاد زاد تمسكك بالحبيب، كأنك تطمئن بوجود الحب في قلبك عوضًا عن غياب حبيبك! كأنك تطمئن بالحنين وتتخذه علاجًا للفقد، تحبه ولا تبالي تشتاق إلى حنانه، ورقته، وروحه، وقلبه. "