Home > Work > ميسرة
1 " الدنيا دار فناء، فلنفن وقلوبنا صافية لا حقد فيها ولا بغضاء ولا كره "
― محمد قرط الجزمي , ميسرة
2 " وما الإنسان إلا خطايا تسير على قدمين "
3 " أخبريها يا ابنتي أنني إنسان، وكل إنسان له هفواته في حياته، وأننا هنا نخطئ ونذنب، غير أن خيار الناس هم الذين يرجعون عن أخطائهم، وخيارهم الذين يتوبون.. وخير من أولئك هم الذين يغفرون "
4 " تعلم فليس المرء يولد عالما.ً. ثم لا تكتف بما تعلمته مني، واطلب العلم أيضا من علماء غيري، ومن كتبهم، وتجول في بلاد الله ترى العجائب والغرائب.. سِّر في الأرض وانظر خلق الله، وقل سبحان من خلق ولم يُخلق!.. لا تكتفِّ بما بين يديك من علم، واعلم أنك كلما تعلمت شيئاً، كلما أيقنت أنك تجهل أشياء أخرى كثيرة، فلم نؤت من العلم إلا قليلا .. سيريك الله في الآفاق وفي نفسك من آياته الكثير، فلا تتكبر، وتواضع لخالقك بتواضعك لخلقه، فلست بعلمك القليل سوى جزءا من هذا العلم نفسه.. واعلم أن العلم يورّث في قلبك الخشية من الله، فإن لم تجد خشية الله في قلبك فلا تقل أنك عالم؛ لأن الذي يخشى الله - من عباده - العلماء "
5 " علمني جدي أن الله تعالى يختبرنا في كل شيء.. في حياتنا وحياة غيرنا.. وفي مماتنا وممات غيرنا.. ومن لم يجتز هذه الاختبارات فقد خسر كل شيء.. وإن أقدر الناس على اجتياز المحن هم الصابرون، الذين ما أن يصابوا بمصيبة إلا قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون.. واعلمي يا جدة أن بالصبر يصل الإنسان إلى مراتب عليا في الجنة، وإنما أمرنا الله تعالى بالصبر لأن الصبر سبيل كل نجاح، في الحياة والموت.. ففي عبادتنا نصبر، وعن المعاصي نصبر "
6 " ينتصر الإنسان على كل شيء في الحياة ما اجتهد، غير أن مشاعره تهزمه.. المشكلة في الإنسان حين يواجه مشاعره أنه يعجز عن مقاومتها، وفوق ذلك وذلك هو يجهل من يواجه.. وكأني بالمشاعر عدو خفي لا وجه له ولا ملامح، يدرك المرء وجوده من حيث لا يراه، لذلك نجده يتخبط في صراعه مع مشاعره كما لا يتخبط مع غيرها من عدو، حتى وإن كان أقوى الناس وأشدهم، فتصرعه المشاعر شرّ صرعة، ثم لا نجد له من نصير، اللهم إلا قلة من الناس فقط استطاعوا أن ينتصروا على مشاعرهم، وذلك بالتمسك بالدين والقيم والمبادئ.. ألا ترين يا ابنتي أن الإسلام يعلمنا ألا نغضب، وأن نصبر على مصابنا ليس صبراً عاديا؛ ولكن عند الصدمة الأولى؟ إنما الإسلام بذلك يعطينا روحا جديدة نجابه بها مشاعرنا، فنهزمها مستعينين بالله تعالى، ومن لم يستعن بالله لا نصير له على تلك القوة العظيمة من قوى النفس "