Home > Work > أرض الظلام
1 " كانت وحيدة تمامًا، حيث صادفتْ أن شعوب الهرم الأصغر كانوا يتسارعون إلى الاختباء بين أشجار الأدغال وغيرها، كانت تناديهم وتخبرهم أنها إنسان بشري مثلهم، لكن لا حياة لمن تنادي! كما أن قشعريرةً قد سرتْ في جسدها بسبب البرد القارس، فكانت تذهب إلى أية حفرة من حفر النار للتدفئة، إلا أن ذلك كان يجلب إليها الوحوش والكائنات المهلكة، فكانت تجري بعيدًا عنهم وتختبئ بعيدًا عن حفرة النار مُجبرة على البقاء في البرد وحدها. أدركتْ أن الموت في كل مكان يحاصرها، إلا أن شيئًا ما قد حدث! "
― William Hope Hodgson , أرض الظلام
2 " مرَّتْ ساعة أو يزيد قليلًا في الاستراحة وتناول الطعام والشراب، ثم انطلقنا على حذر شديد. وبعد أن نزلنا إلى قاع البحر الجاف لمدة ساعة، اتجهنا إلى جهة الجنوب الغربي من الطريق، فابتعدنا عن الشاطئ. وحسب ما أخبرتني به الخادمة أننا قطعنا مسافة بعيدة إلى حدٍّ ما، مما جعلنا نتجاوز المنطقة التي كنا قد قصدناها، حيث كان الغاز السام موجودًا. طلبت مني ناني أن تستريح من السير على الأقدام، وحتى يتسنَّى لي علاجها مما أصابها في ذلك القتال الشرس وتلك الأحداث المروعة؛ لأنها من شعب الهرم الأصغر الذي لم يكن قويًّا بدنيًّا ونفسيًّا بالقدر الذي يتمتع به شعب الهرم الأكبر. ظللنا نبحثُ عن كهف أو مكان آمن لمدة ساعة، لكن لم نجد. ثم قلتُ لها: إنه يجب أن نقوم بتجميع بعض الصخور سويًّا ونصنع كهفًا صغيرًا بأنفسنا. قد كانت تبادلني نفس التفكير، فوافقت في الحال، فبدأنا في ذلك. فعلتُ ذلك الأمر أنا وهي كثيرًا في السنوات السابقة – قبل تلك الأبدية – عندما كان المقصود من كلمة (هي) ميرداث. "
3 " كنتُ أشعر بالارتياح القلبي لأنني على مقربة من بيتي. في تلك اللحظة، كنتُ أعلم أن الملايين من الناس تراقبني، وكنتُ سعيدًا بأن كبير الوحوش المونسترواكان كان يراقبني من خلال ذلك المِنظار الكبير من أعلى برج الحراسة بالهرم الأكبر. استغللتُ تلك المراقبة من بعيد، وابتعدتُ عن طعامي قليلًا، ثم فتحتُ ورقة كانت بحوزتي، وابتعلتُ منها ثلاثة أقراص ومضغتُها. كانت تلك الأقراص علاجًا وطعامًا لي أيضًا، ثم تناولتُ قارورتي فشربتُ منها الماء. كان معي حقيبة صغيرة يوجد بداخلها بعض الأشياء. من ضمنها بوصلة، أعطانيها كبير الوحوش المونسترواكان حتى تكون لي عون أثناء مغامرتي على أرض الظلام. وقد قال لي: إنك قد تضل الطريق وسط ذلك الظلام الدامس من غير تلك البوصلة. "