Home > Author > عبد الجواد ياسين >

" ويستحق هذا النموذج، نموذج (الدولة السلطانية)، الذي بدأ بالبويهيون بسنة 334 هـ ، واستمر من خلال السلاجقة، حتى سقوط الخلافة في بغداد سنة 656 هـ ، يستحق وقفة للتأمل من حيث علاقته بمفهوم القرشية.
وذلك أن كلا من البويهيين والسلاجقة كان يملك من القوة والسطوة بعد استقراره في بغداد ما يمكنه من الإطاحة بالخلافة العباسية، بحيث يجمع لنفسه بين السلطة الإسمية والفعلية جميعا. ومع ذلك فإن أيا منهم لم يفعل ذلك ولم يتجه بنيته إليه، الأمر الذي يجد تفسيره عندنا، في رسوخ مفهوم القرشية كحكم ديني غير قابل للنقاش بسبب استناده إلى النصوص، لقد تحولت القرشية في هذه الحالة إلى (شرعية رسمية) يجب مراعاتها باستمرار، باعتبارها من دواعي الملاءمة السياسية ذاتها. وهكذا صارت السلطة الإسمية للخليفة بحاجة إلى قوة سياسية لتحميها، بينما كانت السلطة الحقيقية التي يمتلكها السلطان البويهي بحاجة إلى صك اعتماد رسمي من الخليفة. "

عبد الجواد ياسين , السلطة في الإسلام: العقل الفقهي السلفي بين النص والتاريخ


Image for Quotes

عبد الجواد ياسين quote : ويستحق هذا النموذج، نموذج (الدولة السلطانية)، الذي بدأ بالبويهيون بسنة 334 هـ ، واستمر من خلال السلاجقة، حتى سقوط الخلافة في بغداد سنة 656 هـ ، يستحق وقفة للتأمل من حيث علاقته بمفهوم القرشية. <br />وذلك أن كلا من البويهيين والسلاجقة كان يملك من القوة والسطوة بعد استقراره في بغداد ما يمكنه من الإطاحة بالخلافة العباسية، بحيث يجمع لنفسه بين السلطة الإسمية والفعلية جميعا. ومع ذلك فإن أيا منهم لم يفعل ذلك ولم يتجه بنيته إليه، الأمر الذي يجد تفسيره عندنا، في رسوخ مفهوم القرشية كحكم ديني غير قابل للنقاش بسبب استناده إلى النصوص، لقد تحولت القرشية في هذه الحالة إلى (شرعية رسمية) يجب مراعاتها باستمرار، باعتبارها من دواعي الملاءمة السياسية ذاتها. وهكذا صارت السلطة الإسمية للخليفة بحاجة إلى قوة سياسية لتحميها، بينما كانت السلطة الحقيقية التي يمتلكها السلطان البويهي بحاجة إلى صك اعتماد رسمي من الخليفة.