Home > Author > عبد الجواد ياسين >

" وكقاعدة عامة فقد ظل هذا الإرتباط العضوي بين السلطة المركزية وتيار الفقه السلفي قائما كحقيقة سياسية وفكرية ثابتة في مجمل تاريخ الدولة الإسلامية. وذلك بغض النظر عن بعض الفترات القصيرة التي افترقت فيها السلطة عن هذا التيار، دون أن تترك بعد انقضائها كبير أثر في العقل الإسلامي العام. كالفترة الإعتزالية الأولى التي بدأها المأمون في مطلع القرن الثالث وانتهت بتولي المتوكل سنة 232هـ والفترة الاعتزالية الثانية التي بدأها البويهيون باستيلائهم على العراق سنة 334هـ وانتهت على يد السلاجقة سنة 477هـ والتي يمكن القول بأنها إعتزالية مشربة بالتشيع، أو شيعية مشربة بالاعتزال. لم يستطع الإعتزال ولا التشيع رغم اقترانهما اللصيق بالسلطة، أن يغيرا من بصمة العقل السلفية، التي كان تيار الحديث قد وضع لها أسسا مكينة في هذا العقل على يد الشافعي قبل إعتزالية المأمون. "

عبد الجواد ياسين , السلطة في الإسلام: العقل الفقهي السلفي بين النص والتاريخ


Image for Quotes

عبد الجواد ياسين quote : وكقاعدة عامة فقد ظل هذا الإرتباط العضوي بين السلطة المركزية وتيار الفقه السلفي قائما كحقيقة سياسية وفكرية ثابتة في مجمل تاريخ الدولة الإسلامية. وذلك بغض النظر عن بعض الفترات القصيرة التي افترقت فيها السلطة عن هذا التيار، دون أن تترك بعد انقضائها كبير أثر في العقل الإسلامي العام. كالفترة الإعتزالية الأولى التي بدأها المأمون في مطلع القرن الثالث وانتهت بتولي المتوكل سنة 232هـ والفترة الاعتزالية الثانية التي بدأها البويهيون باستيلائهم على العراق سنة 334هـ وانتهت على يد السلاجقة سنة 477هـ والتي يمكن القول بأنها إعتزالية مشربة بالتشيع، أو شيعية مشربة بالاعتزال. لم يستطع الإعتزال ولا التشيع رغم اقترانهما اللصيق بالسلطة، أن يغيرا من بصمة العقل السلفية، التي كان تيار الحديث قد وضع لها أسسا مكينة في هذا العقل على يد الشافعي قبل إعتزالية المأمون.