Home > Author > عبد الجواد ياسين >

" أما المخاوف التي يثيرها مصطلح الدولة الدينية في الفكر السياسي المعاصر، فتدور بالأساس حول احتكار التفسير في النص الديني، في حكومة دينية ستنتهي سلطة التفسير بالضرورة إلى الدولة، وهو ما يجعل منها في الواقع مالكة السلطة الإلهية الكامنة في النص، وهي سلطة مطلقة بطيبعتها وحصنة بعقوبات تصل إلى حد الموت. مما يعني أنه ليس بإمكان دولة دينية ( تحكم بتشريعات مستندة إلى إلزام ديني) تجنب ضرب من التفويض الضمني. وفي هذه الحالة تكون الدولة قد جمعت في قبضتها بين السلطتين: السلطة الطبيعية (للدولة في ذاتها) ، وسلطة التفويض الضمني السماوية. وفيما تعد الحرية الفردية للإنسان يقينية بالطبيعة وبجوهر الدين، تظل نتيجة تفسير النص ظنية في معظم الأحوال. "

عبد الجواد ياسين , السلطة في الإسلام - نقد النظرية السياسية


Image for Quotes

عبد الجواد ياسين quote : أما المخاوف التي يثيرها مصطلح الدولة الدينية في الفكر السياسي المعاصر، فتدور بالأساس حول احتكار التفسير في النص الديني، في حكومة دينية ستنتهي سلطة التفسير بالضرورة إلى الدولة، وهو ما يجعل منها في الواقع مالكة السلطة الإلهية الكامنة في النص، وهي سلطة مطلقة بطيبعتها وحصنة بعقوبات تصل إلى حد الموت. مما يعني أنه ليس بإمكان دولة دينية ( تحكم بتشريعات مستندة إلى إلزام ديني) تجنب ضرب من التفويض الضمني. وفي هذه الحالة تكون الدولة قد جمعت في قبضتها بين السلطتين: السلطة الطبيعية (للدولة في ذاتها) ، وسلطة التفويض الضمني السماوية. وفيما تعد الحرية الفردية للإنسان يقينية بالطبيعة وبجوهر الدين، تظل نتيجة تفسير النص ظنية في معظم الأحوال.