Home > Author > عبد الجواد ياسين >

" ومن الضروري هنا أن نشير إلى أنه لا الماوردي ولا أبو يعلى قد لعب دورا فكريا كبيرا أو صغيرا في التنظير لقضية الإمامة أو السلطة، لأن التنظير لهذه القضية من وجهة نظرنا، كان قد تم قبلهما عبر عملية بطيئة ومعقدة من التحالف الجماعي بين (النظام أو الأنظمة الحاكمة) وبين (الفقه السلفي). وهي عملية ظل الفقه فيها على الدوام يلعب دورا ثانويا أو تقنينيا لاحقا، في مقابل الدور الطاغي للسلطة، كطرف تملك باستمرار زمام البدء والمبادرة. وذلك كله بالطبع من خلال الحركة المستمرة لتاريخ المواجهة مع الواقع السياسي بما في ذلك المعارضة.
أما الماوردي – وكذلك أبو يعلى – فقد اقتصر دوره في هذا الصدد، على تلخيص النظرية التي كانت قد تبلورت بالفعل، من وجهة النظر السلفية، وتقديمها على هيئة أحكام نهائية مصبوبة في قوالب الفقه. "

عبد الجواد ياسين , السلطة في الإسلام: العقل الفقهي السلفي بين النص والتاريخ


Image for Quotes

عبد الجواد ياسين quote : ومن الضروري هنا أن نشير إلى أنه لا الماوردي ولا أبو يعلى قد لعب دورا فكريا كبيرا أو صغيرا في التنظير لقضية الإمامة أو السلطة، لأن التنظير لهذه القضية من وجهة نظرنا، كان قد تم قبلهما عبر عملية بطيئة ومعقدة من التحالف الجماعي بين (النظام أو الأنظمة الحاكمة) وبين (الفقه السلفي). وهي عملية ظل الفقه فيها على الدوام يلعب دورا ثانويا أو تقنينيا لاحقا، في مقابل الدور الطاغي للسلطة، كطرف تملك باستمرار زمام البدء والمبادرة. وذلك كله بالطبع من خلال الحركة المستمرة لتاريخ المواجهة مع الواقع السياسي بما في ذلك المعارضة.<br />أما الماوردي – وكذلك أبو يعلى – فقد اقتصر دوره في هذا الصدد، على تلخيص النظرية التي كانت قد تبلورت بالفعل، من وجهة النظر السلفية، وتقديمها على هيئة أحكام نهائية مصبوبة في قوالب الفقه.