Home > Author > محمد سعيد رمضان البوطي >

" وقد دل استقراء النّصوص في كل من الكتاب والسنّة على أنّ جميع المصالح الإنسانيّة في هذه الحياة تتجمّع في كليًات خمس، وان هذه الكليّات ينبغي ان تترتّب إلى جانب بعضها في سلّم يبدأ بالأهمّ فما دونه على هذا الشكل :

الدّين، الحياة، العقل، النسل ، المال.

والسّبيل إلى تحقيق كل مصلحة من هذه المصالح الكبرى يتدرّج في ثلاث مراحل، تبدأ بالأهمّ فما دونه، وهي: الضّروريًات، فالحاجيًات، فالتحسينيات..

ولو بعثت فكرك أوزاعاً في أقطار الأرض كلها، وبين الأمم جميعها لما وقفت على مصلحة تخرج عن حدود هذه الكليّات. ولو أمعنت النظر في أدق القوانين انسجاماً وحفاظاً على المصالح المختلفة عند تعارضها ، لما رأيت من سبيل يضمن تآلفها دون أن تتخبط ببعضها غير هذا السبيل.

وليس مبعث هذا كله أعيان هذه المصالح، وإنما هو علاقة الانسجام بينها وبين التركيب الاجتماعي الذي أقام الله تعالى حياة الإنسان عليه في هذه الحياة الدنيا .

وما دامت الفطرة الإنسانيَّة الأصيلة لا تختلف في جوهرها بين عصر وآخر وأُمَّةٍ وأخرى، وما دام الوضع الاجتماعي الذي ينبثق عن هذه الفطرة وضعاً ثابتاً في جوهره تبعاً لثبات هذه الفطرة، فإنّ الكليات المقامة على أساسها ينبغي أن يستمرّ اعتبارًها وترسخ جذورُها ، ما دام الإنسان إنساناً.. "

محمد سعيد رمضان البوطي


Image for Quotes

محمد سعيد رمضان البوطي quote : وقد دل استقراء النّصوص في كل من الكتاب والسنّة على أنّ جميع المصالح الإنسانيّة في هذه الحياة تتجمّع في كليًات خمس، وان هذه الكليّات ينبغي ان تترتّب إلى جانب بعضها في سلّم يبدأ بالأهمّ فما دونه على هذا الشكل :<br /><br />الدّين، الحياة، العقل، النسل ، المال.<br /><br />والسّبيل إلى تحقيق كل مصلحة من هذه المصالح الكبرى يتدرّج في ثلاث مراحل، تبدأ بالأهمّ فما دونه، وهي: الضّروريًات، فالحاجيًات، فالتحسينيات..<br /><br />ولو بعثت فكرك أوزاعاً في أقطار الأرض كلها، وبين الأمم جميعها لما وقفت على مصلحة تخرج عن حدود هذه الكليّات. ولو أمعنت النظر في أدق القوانين انسجاماً وحفاظاً على المصالح المختلفة عند تعارضها ، لما رأيت من سبيل يضمن تآلفها دون أن تتخبط ببعضها غير هذا السبيل.<br /><br />وليس مبعث هذا كله أعيان هذه المصالح، وإنما هو علاقة الانسجام بينها وبين التركيب الاجتماعي الذي أقام الله تعالى حياة الإنسان عليه في هذه الحياة الدنيا .<br /><br />وما دامت الفطرة الإنسانيَّة الأصيلة لا تختلف في جوهرها بين عصر وآخر وأُمَّةٍ وأخرى، وما دام الوضع الاجتماعي الذي ينبثق عن هذه الفطرة وضعاً ثابتاً في جوهره تبعاً لثبات هذه الفطرة، فإنّ الكليات المقامة على أساسها ينبغي أن يستمرّ اعتبارًها وترسخ جذورُها ، ما دام الإنسان إنساناً..