Home > Author > ممدوح عدوان >

" أن يستيقظ الإنسان فيحس بعذوبة الصباح.. ثم أن يسمع أصوات صغاره فيحس أنه يحبهم.. ثم يسير في الشارع فلا يخاف تطاول سلطة أو تهور سائق.. ثم يرى فتاة جميلة فيحس أنها جميلة، وأن تحس هي بالسعادة لأن عابرا يعجب بجمالها ولا يضطهدها بعدوانيته الذكورية. فتسير كالفراشة وقد تبتسم وتقول: صباح الخير!، أن يرى زهرة متفتحة فينعشه أريجها.. أن يذهب إلى موعد حب وهو مترع بالفرح.. أن يعمل ويحس بالسعادة لأنه أتقن عمله، ولأن أحدا لن يسرق جهده.. أن يحس بأن كرامته أمر مفروغ منه، وأن حمايتها مسؤولية عامة لا تحتاج إلى نقاش.. أن يستطيع تعود نفسه، فلا يضحك إلا حين يطرب لنكتة وأن يغضب حين يكون هناك ما يستدعي الغضب.. وأن يحزن وربما يبكي- حين يكون هناك ما يستدعي الحزن والبكاء..
تصوروا هذا المستحيل الذي صرنا نحلم به...
----
حين يكون هناك صمت وتجاهل يُكمل القاتل جريمته حتى النهاية ، نهاية الشعب الضحية . وحين يتنبه العالم ويسمع يكون كل شيء قد انتهى وأصبح الشعب المقتول جزء من الماضي والتاريخ ..
---
طوبى
طوبى للبطن الرافض حملاً كي لا يبقر
طوبى للعاقر لم تنجب طفلاً يذبح فوق الركبه
طوبى للثدي الناضب لم يرضع طفلاً
يغتصب الأخوة كي يفخر
طوبى للميت في سنوات الجوع
فلم يقتله أخ مغلول الرقبة
.. ولنا طوبى
ولمن أتقن أن يتوازن في المشي
وكان العالم مقلوباً "

ممدوح عدوان , دفاعاً عن الجنون


Image for Quotes

ممدوح عدوان quote : أن يستيقظ الإنسان فيحس بعذوبة الصباح.. ثم أن يسمع أصوات صغاره فيحس أنه يحبهم.. ثم يسير في الشارع فلا يخاف تطاول سلطة أو تهور سائق.. ثم يرى فتاة جميلة فيحس أنها جميلة، وأن تحس هي بالسعادة لأن عابرا يعجب بجمالها ولا يضطهدها بعدوانيته الذكورية. فتسير كالفراشة وقد تبتسم وتقول: صباح الخير!، أن يرى زهرة متفتحة فينعشه أريجها.. أن يذهب إلى موعد حب وهو مترع بالفرح.. أن يعمل ويحس بالسعادة لأنه أتقن عمله، ولأن أحدا لن يسرق جهده.. أن يحس بأن كرامته أمر مفروغ منه، وأن حمايتها مسؤولية عامة لا تحتاج إلى نقاش.. أن يستطيع تعود نفسه، فلا يضحك إلا حين يطرب لنكتة وأن يغضب حين يكون هناك ما يستدعي الغضب.. وأن يحزن وربما يبكي- حين يكون هناك ما يستدعي الحزن والبكاء..<br />تصوروا هذا المستحيل الذي صرنا نحلم به...<br />----<br />حين يكون هناك صمت وتجاهل يُكمل القاتل جريمته حتى النهاية ، نهاية الشعب الضحية . وحين يتنبه العالم ويسمع يكون كل شيء قد انتهى وأصبح الشعب المقتول جزء من الماضي والتاريخ ..<br />---<br />طوبى<br />طوبى للبطن الرافض حملاً كي لا يبقر<br />طوبى للعاقر لم تنجب طفلاً يذبح فوق الركبه<br />طوبى للثدي الناضب لم يرضع طفلاً<br />يغتصب الأخوة كي يفخر<br />طوبى للميت في سنوات الجوع<br />فلم يقتله أخ مغلول الرقبة<br />.. ولنا طوبى<br />ولمن أتقن أن يتوازن في المشي<br />وكان العالم مقلوباً