Home > Author > Ibn Arabi >

" [ياأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد]
و هذه طريقة أغفلها أهل طريقنا و رأوا أن الغنى بالله تعالى من أعظم المراتب و حجبهم ذلك عن التحقيق بالتنبيه على الفقر إلى الله الذي هو صفتهم الحقيقية فجعلوها في الغنى بالله بحكم التضمين لمحبتهم في الغنى الذي هو خروج عن صفتهم و الرجل إنما هو من عرف قدره و تحقق بصفته و لم يخرج عن موطنه و أبقى على نفسه خلعة ربه و لقبه و اسمه الذي لقبه به و سماه فقال أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى الله وَ الله هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ فلرعونة النفس و جهالتها أرادت أن تشارك ربها في اسم الغني فرأت أن تتسمى بالغنى بالله و تتصف به حتى ينطلق عليها اسم الغني و تخرج عن اسم الفقير فانظر ما بين الرجلين و ما رأيت أحدا من أهل طريقنا أشار إلى ما ذكرناه أصلا من غوائل النفوس المبطونة فيها إلا الله تعالى فهو الذي نبه عباده عليها و بعد هذا فما سمعوا و تعاموا و كم جهدت أن أرى لأحد في ذلك تنبيها عليه فما وجدت و أسأل من الله تعالى أن لا يجعلنا ممن انفرد بها و أن يشاركنا فيها إخواننا من العارفين "

Ibn Arabi , الفتوحات المكية


Image for Quotes

Ibn Arabi quote : [ياأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد]<br />و هذه طريقة أغفلها أهل طريقنا و رأوا أن الغنى بالله تعالى من أعظم المراتب و حجبهم ذلك عن التحقيق بالتنبيه على الفقر إلى الله الذي هو صفتهم الحقيقية فجعلوها في الغنى بالله بحكم التضمين لمحبتهم في الغنى الذي هو خروج عن صفتهم و الرجل إنما هو من عرف قدره و تحقق بصفته و لم يخرج عن موطنه و أبقى على نفسه خلعة ربه و لقبه و اسمه الذي لقبه به و سماه فقال أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى الله وَ الله هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ فلرعونة النفس و جهالتها أرادت أن تشارك ربها في اسم الغني فرأت أن تتسمى بالغنى بالله و تتصف به حتى ينطلق عليها اسم الغني و تخرج عن اسم الفقير فانظر ما بين الرجلين و ما رأيت أحدا من أهل طريقنا أشار إلى ما ذكرناه أصلا من غوائل النفوس المبطونة فيها إلا الله تعالى فهو الذي نبه عباده عليها و بعد هذا فما سمعوا و تعاموا و كم جهدت أن أرى لأحد في ذلك تنبيها عليه فما وجدت و أسأل من الله تعالى أن لا يجعلنا ممن انفرد بها و أن يشاركنا فيها إخواننا من العارفين