Home > Author > ابن الفارض >

" ⁠⁠⁠عذِّب بما شئت غيرَ البعدِ عنكَ تجدْ
أوفى محبٍّ بما يرضيكَ مبتهِجِ
و خذْ بقيَّةَ ما أبقيتَ من رمقٍ
لا خيرَ في الحبِّ إن أبقى على المُهجِ
لله أجفانُ عينٍ ، فيكَ ، ساهرةً
شوقاً إليكَ ، وقلبٌ بالغرامِ ، شجِِ
أصبحت فيكَ كما أمسيتُ مكتئباً
و لم أقل جَزَعاً : يا أزمةُ انفَرجي
ما بينَ معتركِ الأحداق و المهجِ
أنا القتيلُ بلا إثمٍ و لا حرَجِ
ودَّعت ، قبل الهوى ، روحي ، لما نظَرَت
عيناي من حسنِ ذاكَ المنظرِ البهجِ
أعوامُ إقبالهِ كاليومِ في قصرٍ
و يومُ إعراضه في الطولِ كالحججِ
فإن نأى سائراً يا مُهجتي ارتحلي
و إنْ دنا زائراً يا مقلتي ابتهجي
قُلْ للذي لامني فيهِ ، وعنّفَني :
دعني و شأني وعدْ عنْ نصحكَ السَّمجِ
فاللّوْمُ لُؤمٌ ، و لم يُمدَحْ بهِ أحدٌ
وهل رأيتَ مُحِبّاً بالغرَامِ هُجي
تراهُ إن غاب عنِّي كلُّ جارحةٍ
في كلِّ معنى لطيفٍ ، رائقٍ ، بهِجِ
لم أدرِ ما غُربةُ الأوطان و هو معي
و خاطِري ، أينَ كُنَّا ، غيرُ منزعجِ "

ابن الفارض , ديوان ابن الفارض


Image for Quotes

ابن الفارض quote : ⁠⁠⁠عذِّب بما شئت غيرَ البعدِ عنكَ تجدْ<br />أوفى محبٍّ بما يرضيكَ مبتهِجِ<br />و خذْ بقيَّةَ ما أبقيتَ من رمقٍ<br />لا خيرَ في الحبِّ إن أبقى على المُهجِ<br />لله أجفانُ عينٍ ، فيكَ ، ساهرةً<br />شوقاً إليكَ ، وقلبٌ بالغرامِ ، شجِِ<br />أصبحت فيكَ كما أمسيتُ مكتئباً<br />و لم أقل جَزَعاً : يا أزمةُ انفَرجي<br />ما بينَ معتركِ الأحداق و المهجِ <br />أنا القتيلُ بلا إثمٍ و لا حرَجِ<br />ودَّعت ، قبل الهوى ، روحي ، لما نظَرَت<br />عيناي من حسنِ ذاكَ المنظرِ البهجِ<br />أعوامُ إقبالهِ كاليومِ في قصرٍ<br />و يومُ إعراضه في الطولِ كالحججِ<br />فإن نأى سائراً يا مُهجتي ارتحلي <br />و إنْ دنا زائراً يا مقلتي ابتهجي <br />قُلْ للذي لامني فيهِ ، وعنّفَني :<br />دعني و شأني وعدْ عنْ نصحكَ السَّمجِ<br />فاللّوْمُ لُؤمٌ ، و لم يُمدَحْ بهِ أحدٌ<br />وهل رأيتَ مُحِبّاً بالغرَامِ هُجي<br />تراهُ إن غاب عنِّي كلُّ جارحةٍ <br />في كلِّ معنى لطيفٍ ، رائقٍ ، بهِجِ<br />لم أدرِ ما غُربةُ الأوطان و هو معي <br />و خاطِري ، أينَ كُنَّا ، غيرُ منزعجِ