الاستبداد أحد صور التسلط وهو الصورة غير المشروعة منه. التسلط يشير بإيجاز إلى فكرة (الإلزام) الذي قد يرجع مصدره إلى قوة التغلب المادية (الاستبداد)، أو إلى القانون، ومع أن الإلزام في جميع حالاته يتحلل أخيرا إلى قوة قهر مادية، إلا أنه في حالة الانبثاق عن القانون ينبيء عن قبول المحكومين بفكرة الإكراه المتضمنه في السلطة، فمن حيث هو طوعي فهو اتفاقي ومستهدف لصالح المجموع بالافتراض. ومن ثم فإن التسلط يبقى جوهر الدولة أيا كان نظام الحكم القائم ملكيا أو جمهوريا، استبداديا أو ديمقراطيا، ويتمثل الفارق في (قانونية) القهر ومداه أي في الشرعية الاجمالية للسلطة من حيث المبدأ، وهي التي تمنح الحق في الحكم، من ناحية، وشرعية الممارسة التفصيلية للسلطة، وهي التي تعكس حجم حضور فكرة الحرية من ناحية أخرى."/>

Home > Author > عبد الجواد ياسين >

" يرى ابن خلدون أن (الملك هو التغلب و الحكم بالقهر). ولذلك ( إذا كانت الأمة وحشية "مثل العرب" كان ملكها أوسع، وذلك لأنها أقدر على التغلب والاستبداد). ولما كان الملك هو الشكل الطبيعي الاعتيادي للحكم، كان بإمكاننا أن نستنتج على ابن خلدون أن الاستبداد من طبيعة الدولة. وهو بذلك يقترب بشكل نسبي مما أسميته قانون (التسلط) الذي أراه، في التحليل الأخير، جوهر الدولة، وأول قوانينها الأساسية الداخلية الحاكمة. وهنا سأفرق على الفور بين قانون التسلط المرتبط بفكرة الدولة في ذاتها وبين الاستبداد الطبيعي الذي يربطه ابن خلدون بدولة الملك؛ الأول لا يطابق الثاني.
الاستبداد أحد صور التسلط وهو الصورة غير المشروعة منه. التسلط يشير بإيجاز إلى فكرة (الإلزام) الذي قد يرجع مصدره إلى قوة التغلب المادية (الاستبداد)، أو إلى القانون، ومع أن الإلزام في جميع حالاته يتحلل أخيرا إلى قوة قهر مادية، إلا أنه في حالة الانبثاق عن القانون ينبيء عن قبول المحكومين بفكرة الإكراه المتضمنه في السلطة، فمن حيث هو طوعي فهو اتفاقي ومستهدف لصالح المجموع بالافتراض. ومن ثم فإن التسلط يبقى جوهر الدولة أيا كان نظام الحكم القائم ملكيا أو جمهوريا، استبداديا أو ديمقراطيا، ويتمثل الفارق في (قانونية) القهر ومداه أي في الشرعية الاجمالية للسلطة من حيث المبدأ، وهي التي تمنح الحق في الحكم، من ناحية، وشرعية الممارسة التفصيلية للسلطة، وهي التي تعكس حجم حضور فكرة الحرية من ناحية أخرى. "

عبد الجواد ياسين , السلطة في الإسلام - نقد النظرية السياسية


Image for Quotes

عبد الجواد ياسين quote : يرى ابن خلدون أن (الملك هو التغلب و الحكم بالقهر). ولذلك ( إذا كانت الأمة وحشية الاستبداد أحد صور التسلط وهو الصورة غير المشروعة منه. التسلط يشير بإيجاز إلى فكرة (الإلزام) الذي قد يرجع مصدره إلى قوة التغلب المادية (الاستبداد)، أو إلى القانون، ومع أن الإلزام في جميع حالاته يتحلل أخيرا إلى قوة قهر مادية، إلا أنه في حالة الانبثاق عن القانون ينبيء عن قبول المحكومين بفكرة الإكراه المتضمنه في السلطة، فمن حيث هو طوعي فهو اتفاقي ومستهدف لصالح المجموع بالافتراض. ومن ثم فإن التسلط يبقى جوهر الدولة أيا كان نظام الحكم القائم ملكيا أو جمهوريا، استبداديا أو ديمقراطيا، ويتمثل الفارق في (قانونية) القهر ومداه أي في الشرعية الاجمالية للسلطة من حيث المبدأ، وهي التي تمنح الحق في الحكم، من ناحية، وشرعية الممارسة التفصيلية للسلطة، وهي التي تعكس حجم حضور فكرة الحرية من ناحية أخرى." style="width:100%;margin:20px 0;"/>