Home > Author > عبد الجواد ياسين >

" كرد فعل لكربلاء قامت حركة التوابين التي رفعت شعارا واحدا هو الثأر لمقتل الحسين، والتي يمكن اعتبارها لذلك الحركة الشيعية المسلحة الأولى. ورغم اخمادها من قبل الجيش الأموي خلال وقت قصير، إلا أنها أبقت على ذكرى كربلاء، وفرضت على الساحة شعار الثأر للحسين، الذي سيلعب دوره في تجميع المتعاطفين مع البيت العلوي ويظل عنوانا للحركة الشيعية طوال المرحلة اللاحقة. وهو الشعار ذاته الذي رفعه المختار بن أبي عبيد الثقفي عنوانا لحركته الداعية إلى محمد بن علي بن أبي طالب. ورغم ما يثار عن شخص المختار من مشكلات تتعلق بغنوصياته الغريبة، أو بطموحاته المضمرة، إلا أن الحركة التي أطلقها وهي الحركة الكيسانية مثلت الكتلة الرئيسية في التشيع المبكر كله، وقادته من خلال تياراته المختلفة والمتنافسة، إلى حالة التشرزم التي سبقت ومهدت لظهور الإمامية.
وهكذا يمكن لنا أن نرصد لكربلاء أثرا (مباشرا) في انبثاق حركة التشيع المبكر وبالتداعي أثرا (غير مباشر) في ظهور الإمامية باعتبارها تطورا عن هذه الحركة. "

عبد الجواد ياسين , السلطة في الإسلام - نقد النظرية السياسية


Image for Quotes

عبد الجواد ياسين quote : كرد فعل لكربلاء قامت حركة التوابين التي رفعت شعارا واحدا هو الثأر لمقتل الحسين، والتي يمكن اعتبارها لذلك الحركة الشيعية المسلحة الأولى. ورغم اخمادها من قبل الجيش الأموي خلال وقت قصير، إلا أنها أبقت على ذكرى كربلاء، وفرضت على الساحة شعار الثأر للحسين، الذي سيلعب دوره في تجميع المتعاطفين مع البيت العلوي ويظل عنوانا للحركة الشيعية طوال المرحلة اللاحقة. وهو الشعار ذاته الذي رفعه المختار بن أبي عبيد الثقفي عنوانا لحركته الداعية إلى محمد بن علي بن أبي طالب. ورغم ما يثار عن شخص المختار من مشكلات تتعلق بغنوصياته الغريبة، أو بطموحاته المضمرة، إلا أن الحركة التي أطلقها وهي الحركة الكيسانية مثلت الكتلة الرئيسية في التشيع المبكر كله، وقادته من خلال تياراته المختلفة والمتنافسة، إلى حالة التشرزم التي سبقت ومهدت لظهور الإمامية. <br />وهكذا يمكن لنا أن نرصد لكربلاء أثرا (مباشرا) في انبثاق حركة التشيع المبكر وبالتداعي أثرا (غير مباشر) في ظهور الإمامية باعتبارها تطورا عن هذه الحركة.