Home > Author > عبد الجواد ياسين >

" ومع أن يزيد كان فاسقا، حسب ابن خلدون، إلا أن (الصحابة الذين كانوا معه بالشام وبالحجاز والعراق) لا يأثمون بمخالفة الحسين وقعودهم عن نصره لأنهم (رأوا أن الخروج على يزيد وإن كان فاسقا لا يجوز لما ينشأ عنه من الهرج والدماء). ورغم أنهم لا يرون خروج الحسين جائزا، إلا أنهم لا يعدونه بغيا يستحق القتال. ولذلك يخطّيء ابن خلدون القاضي أبا بكر بن العربي الذي صرح في كتابه الشهير (العواصم من القواصم) أن (الحسين قُتل بشرع جده) يعني بذلك أن خروجه كان بغيا على الدولة يستحق المواجهة.
ويحتج ابن خلدون بأن (قتال البغاة عندهم من شرطه أن يكون مع الإمام العادل، وهو مفقود في مسألتنا؛ فلا يجوز قتال الحسين مع يزيد ولا ليزيد، بل هي من فعلاته المؤكده لفسقه، والحسين فيها شهيد مثاب، وهو على حق واجتهاد، والصحابة الذين كانوا مع يزيد على حق أيضا واجتهاد).
وهكذا بمعيار الصحبة، يساوي ابن خلدون بين الحسين والذين كانوا مع قاتل الحسين. وفيما لا يجيز الخروج على يزيد، لا يجيز ليزيد مواجهة الخارج عليه وهو يخلط في سبيل ذلك بين مثاليات الدين الممزوجة بميله العاطفي للحسين وبين شروط الفقه السني العملية التي لم يكن من بينها أن يكون الإمام عادلا حتى يعد الخروج عليه بغيا. "

عبد الجواد ياسين , السلطة في الإسلام - نقد النظرية السياسية


Image for Quotes

عبد الجواد ياسين quote : ومع أن يزيد كان فاسقا، حسب ابن خلدون، إلا أن (الصحابة الذين كانوا معه بالشام وبالحجاز والعراق) لا يأثمون بمخالفة الحسين وقعودهم عن نصره لأنهم (رأوا أن الخروج على يزيد وإن كان فاسقا لا يجوز لما ينشأ عنه من الهرج والدماء). ورغم أنهم لا يرون خروج الحسين جائزا، إلا أنهم لا يعدونه بغيا يستحق القتال. ولذلك يخطّيء ابن خلدون القاضي أبا بكر بن العربي الذي صرح في كتابه الشهير (العواصم من القواصم) أن (الحسين قُتل بشرع جده) يعني بذلك أن خروجه كان بغيا على الدولة يستحق المواجهة. <br />ويحتج ابن خلدون بأن (قتال البغاة عندهم من شرطه أن يكون مع الإمام العادل، وهو مفقود في مسألتنا؛ فلا يجوز قتال الحسين مع يزيد ولا ليزيد، بل هي من فعلاته المؤكده لفسقه، والحسين فيها شهيد مثاب، وهو على حق واجتهاد، والصحابة الذين كانوا مع يزيد على حق أيضا واجتهاد). <br />وهكذا بمعيار الصحبة، يساوي ابن خلدون بين الحسين والذين كانوا مع قاتل الحسين. وفيما لا يجيز الخروج على يزيد، لا يجيز ليزيد مواجهة الخارج عليه وهو يخلط في سبيل ذلك بين مثاليات الدين الممزوجة بميله العاطفي للحسين وبين شروط الفقه السني العملية التي لم يكن من بينها أن يكون الإمام عادلا حتى يعد الخروج عليه بغيا.