Home > Author > روجيه جارودي >

" لقد رفض الغرب منذ ثلاثة عشر قرنا التراث العربي الإسلامي الذي كان يمكنه، وما زال في وسعه، ليس فحسب أن يصالحه مع تراثات العالم الأخرى، ولكن أن يساعده على الوعي بأبعاد الإنسانية والإلهية التي بُتِر (الغرب) عنها بتطويره من جانب واحد لإرادة القوة فيه على الطبيعة والبشر.
ذلك أن الإسلام لم يُكمِل ويخصًّب وينشر فحسب أقدم وأسمى الثقافات: ثقافة الصين والهند، ثقافة الفرس واليونان، والإسكندرية وبيزنظة، وإنما نفخ في أمبراطوريات مفككة وحضارات مشرفة على الموت، روح حياة جماعية جديدة وأعاد إلى البشر وإلى مجتمعاتهم أبعادها الإنسانية والإلهية بنوع خاص من التسامي والتوحيد، كما أعاد انطلاقا من ذلك الإيمان البسيط والقوى الحميدة لإحياء العلوم والفنون، الحكمة الإشراقية، والقوانين. وقد برزت ملامح يقظة الغرب الأولى في إسبانيا الإسلامية قبل أربعة قرون من يقظته في إيطاليا... "

روجيه جارودي


Image for Quotes

روجيه جارودي quote : لقد رفض الغرب منذ ثلاثة عشر قرنا التراث العربي الإسلامي الذي كان يمكنه، وما زال في وسعه، ليس فحسب أن يصالحه مع تراثات العالم الأخرى، ولكن أن يساعده على الوعي بأبعاد الإنسانية والإلهية التي بُتِر (الغرب) عنها بتطويره من جانب واحد لإرادة القوة فيه على الطبيعة والبشر.<br />ذلك أن الإسلام لم يُكمِل ويخصًّب وينشر فحسب أقدم وأسمى الثقافات: ثقافة الصين والهند، ثقافة الفرس واليونان، والإسكندرية وبيزنظة، وإنما نفخ في أمبراطوريات مفككة وحضارات مشرفة على الموت، روح حياة جماعية جديدة وأعاد إلى البشر وإلى مجتمعاتهم أبعادها الإنسانية والإلهية بنوع خاص من التسامي والتوحيد، كما أعاد انطلاقا من ذلك الإيمان البسيط والقوى الحميدة لإحياء العلوم والفنون، الحكمة الإشراقية، والقوانين. وقد برزت ملامح يقظة الغرب الأولى في إسبانيا الإسلامية قبل أربعة قرون من يقظته في إيطاليا...