Home > Author > محمد سعيد رمضان البوطي >

" ورأيتُ يا مولاي، أشتاتا من الناس يسرحون ويمرحون خلال تلك الآثار كما تسرح الدوابّ والأنعام!.. وقد اتخذوا من دونك حجابا، وجعلوا من نعمائك شغلا لهم عنك، ومن عطائك سببا لكفرانهم بك!..
ورأيتُهم يسجدون للمرآة التي يسطع فيها خيال الشمس، وهم عن وجود الشمس وحقيقتها غافلون!..
ورأيتهم قد فُتنوا بعبق الرياحين وصور الورد والزهر والياسمين؛ ولكنهم عموا أو تعاموا عمن أبدع الرائحة في العطر، وخلق النشوة في الخمر، وأخرج الورود من أكمامها، وفجّر الخضرة من جذورها!..
ورأيتُكَ يا مولاي، تشملهم جميعا بالمنّة والعطاء، وتوليهم جميعا الرحمة والنَّعماء. تلك هي رحمتك بمن قد نسيَك وتاه عنك. فكم هي رحمتك -ترى- بمن عاش يرقب فضلك ويستمطر جودك وإحسانَك؟!.. "

محمد سعيد رمضان البوطي , من الفكر والقلب


Image for Quotes

محمد سعيد رمضان البوطي quote : ورأيتُ يا مولاي، أشتاتا من الناس يسرحون ويمرحون خلال تلك الآثار كما تسرح الدوابّ والأنعام!.. وقد اتخذوا من دونك حجابا، وجعلوا من نعمائك شغلا لهم عنك، ومن عطائك سببا لكفرانهم بك!..<br />ورأيتُهم يسجدون للمرآة التي يسطع فيها خيال الشمس، وهم عن وجود الشمس وحقيقتها غافلون!..<br />ورأيتهم قد فُتنوا بعبق الرياحين وصور الورد والزهر والياسمين؛ ولكنهم عموا أو تعاموا عمن أبدع الرائحة في العطر، وخلق النشوة في الخمر، وأخرج الورود من أكمامها، وفجّر الخضرة من جذورها!..<br />ورأيتُكَ يا مولاي، تشملهم جميعا بالمنّة والعطاء، وتوليهم جميعا الرحمة والنَّعماء. تلك هي رحمتك بمن قد نسيَك وتاه عنك. فكم هي رحمتك -ترى- بمن عاش يرقب فضلك ويستمطر جودك وإحسانَك؟!..