Home > Author > عبد الرحمن صالح العشماوي

عبد الرحمن صالح العشماوي QUOTES

12 " طب يا حراء فلليتيم حكاية
نسجت ومنك بداية المشوار
أوما تراه يجيء نحوك عابدا
متبتلا للواحد القهار
أوما ترى في الليل فيض دموعه
أوما ترى نجواه بالأسحار
أسمعت شيئا يا حراء عن الفتى
أقرأت عنه دفاتر الأخيار
طب يا حراء فأنت أول بقعة
في الأرض سوف تفيض بالأسرار
طب يا حراء فأنت شاطيء مركب
ما زال يرسم لوحة الإبحار
ماجت بحار الكفر حين جرى
على أمواجها الرعناء في إصرار
وتساءل الكفار حين بدت لهم
في ظلمة الأهواء شمعة ساري
من ذلك الآتي يمد لليلنا قبسا
سيكشف عن خبايا الدار
من ذلك الآتي يزلزل ملكنا
ويرى عبيد القوم كالأحرار
ما باله يتلو كلاما ساحرا
يغري ويلقي خطبة استنفار
ما باله يقسوا على أصنامنا
باللوم بالتسفيه بالإنكار
هذا محمد يا قريش كأنكم
لم تعرفوه بعفة ووقار
هذا الأمين أتجهلون نقاءه
وصفاءه ووفاءه للجار
هذا الصدوق تطهرت أعماقه
فأتى ليرفعكم عن الأقذار
طب يا حراء فأنت أول ساحة
ستلين فيها قسوة الأحجار
سترى توهج لحظة الوحي الذي
سيفيض بالتبشير والإنذار
اقرأ ، ألم تسمع أمين الوحي إذا
نادى الرسول فقال لست بقاري
اقرأ فديتك يا محمد عندما
واجهت هذا الأمر باستفسار
وفديت صوتك عندما رددتها آيا من القرآن باسم الباري
وفديت صوتك خائفا متهدجا
تدعو خديجة أسرعي بدثاري
وفديت صوتك ناطقا بالحق
لم يمنعك ما لاقيت من إنكار
وفديت زهدك في مباهج عيشهم
وخلو قلبك من هوى الدينار
يا سيد الأبرار حبك دوحة
في خاطري صداحة الأطيار
والشوق ، ما هذا بشوق إنه
في قلبي الولهان جذوة نار
حاولت إعطاء المشاعر صورة
فتهيبت من وصفها أشعاري
ماذا يقول الشعر عن بدر الدجي
لما يضيء مجالس السمار
يا سيد الأبرار ، أمتك التي
حررتها من قبضة الأشرار
وغسلت من درن الرذيلة ثوبها
وصرفت عنها قسوة الإعصار
ورفعت بالقرآن قدر رجالها
وسقيتها بالحب والإيثار
يا سيد الأبرار ، أمتك ألتوت
في عصرنا ومضت مع التيار
شربت كؤوس الذل حين تعلقت
بثقافة مسمومة الأفكار
إني أراها وهي تسحب ثوبها
مخدوعة في قبضة السمسار
إني أراها تستطيب خضوعها
وتلين للرهبان والأحبار
إني أرى فيها ملامح خطة
للمعتدين غريبة الأطوار
إني أرى بدع الموالد أصبحت
داء يهدد منهج الأخيار
وأرى القباب على القبور تطاولت
تغري العيون بفنها المعمار
يتبركون بها تبرك جاهل
أعمى البصيرة فاقد الإبصار
فرق مضللة تجسد حبها للمصـ
ـطفي بالشطح والمزمار
أنا لست أعرف كيف يجمع
عاقل بين امتداح نبينا والطار
كبرت دوائر حزننا وتعاظمت
في عالم أضحى بغير قرار
إني أقول لمن يخادع نفسه
ويعيش تحت سنابك الأوزار
سل أيها المخدوع طيبة عندما
بلغت مداها ناقة المختار
سل "

عبد الرحمن صالح العشماوي , ديوان عناقيد الضياء