Home > Author > عبد الله بن عبد العزيز الهدلق

عبد الله بن عبد العزيز الهدلق QUOTES

3 " غير اكتساب الثقافة.. ماذا يمكن أن تضيف القراءة بالنسبة للشخص؟

ستضيف له القراءة اغتراباً روحياً ولا سيما في المجتمعات الجاهلة.. (حدثني أحد فضلاء المشايخ: أنه أقيم في العراق في تلك السنوات معرض للكتاب، افتتح المعرض في الساعة الثامنة صباحاً، فلما وافى الظهر لم يكن في المعرض كتاب واحد!



كان الشعب العراقي الكبير من أكثر الشعوب العربية قراءة وعناية بالكتاب، وقد ذكر الكتبي العراقي المشهور قاسم الرجب في مذكراته أنه وزع من كتاب لعلي الوردي ستة آلاف نسخة في أسبوعين).



نعم؛ ستضيف القراءة للمرء حسداً كثيراً من أقرانه لازدياد كمية الإنسان فيه، وتجاوزهم بنموه العقلي، وستفقده القدرة على إقامة العلائق الاجتماعية والتكيف مع الناس، ستضيف له معرفة جيدة بشركات نقل الأثاث؛ لكثرة تنقله بمكتبته من بيت قديم إلى بيت أقدم منه؛ ليتحيف فارق الإيجار حتى يشتري به كتباً تتراكم فوق خيباته.. هذا بالإضافة إلى قدر لا بأس به من زيادة حجم العدسات "

عبد الله بن عبد العزيز الهدلق

6 " لم أسلك الجَوَادَّ الثقافية التي يسلكها غيري، لأني لم أكن أعرفها أصلاً "أكاد لا أعرف أبدًا إلا المظهر الأكثر سوءًا من الحياة، ولكني أنجح دومًا في العثور على طريقي".
ما أكثر ما أقول لمن أساجلهم في شأنِ القراءة وأمرِ المعرفة: احذروا الجَوادَّ الثقافية، مزِّقوا الصورةَ اليابسة للمثقف النَّمَطيّ، لا تحرموا أنفسكم من "بهجة الإصابة بالدهشة".

وأعني بذلك: أن هناك أسماءً وموضوعات وكتبًا يكثر الحديث عنها في كل بيئة ثقافية، فينصرف بها القارئ -بسبب النشأة الثقافية- عن كثير من الأسماء والموضوعات والكتب الحافلة، تلك التي يتراجع الحديث عنها على الأفواه والأقلام، لأسباب بعضها واضح، وبعضها الآخر محيّر.
كم وقفتُ بسلوك الطريق المهجورة، بتنكّب الجواد هذه؛ على ما لم أكن لأوفّق له لولا النشأة الثقافية المرهقة، وهذه الأنفة المعرفية الجامحة.

أيها الطين اللاّزب، أيها الحمأ المسنون: تلك النار المقدَّسة في دروب سيناء الموحشة؛ هي التي جعلتُها وقودًا لثوراتي.. "

عبد الله بن عبد العزيز الهدلق

19 " رأيت أن الذين قرأت تراجمهم الذاتية يجمعون كلهم على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأزمانهم وأعمارهم وأديانهم، وتفاضل تجاربهم، وتباين مشارب أنفسهم، وتنوع مطارح مقاديرهم: على أن الحياة نصب ومشقة، وأنهم ما نالوا ما نالوه منها إلا بالصبر والتجلد والمغالبة.



2- ثم رأيتهم - هذا هو بيت القصيد من حديث التراجم هذا - يجمعون وفيهم: العالم والأديب، والمخرج والفيلسوف، والسياسي والقائد، والممثل والأستاذ، والرسام والمهندس، والتاجر والمريض، والسجين والفقير، ومن شئت وما شئت.. رأيتهم يجمعون كلهم على فساد طبيعة الإنسان، وسوء خلقه، وبشاعة مخبره، وخبث طويته، ورداءة صنفه.. وأنه لم ينلهم من أوصاب هذه الفانية، وأدواء هذا العمر، وأتراح هذي الروح؛ أشد ولا أشق ولا أكثر إيلاماً من صراع الإنسان وحسده وقبحه..



فمن كاذب لا يصدق إلا في أنه كاذب، وخائن لمن ائتمنه، ومتنكر لصديق أحوج ما يكون إليه، وظالم يطلب ما لا حق له فيه، وجاهل خابي الذهن فاتر الموهبة ينقم على هذا وذاك أن منّ الله عليهما بما حرمه منه..



إلى ذي روح خبيثة يأبى صاحبها أن تنـزع منه قبل أن يسيء إلى من أحسن إليه، وذي أثرة مفرطة يتمنى معها أن لو صرم نصف أهل الدنيا ولا تفوته نومة العصر..



في أمثلة بغيضة، ونماذج كريهة، ونسخ مكرورة مشوهة، يخجل المعافى أن يجتمع معها في مسمى واحد، حتى قال بعض المؤلفين - شبه معتذر - في مقدمة كتاب له:"لعلي لا أجانب الصواب، ولا أبتعد عن جوهر الحقيقة إن قلت: إنني كائن بشري"!



وهكذا.. فبعد أن طالعت من كتب التراجم الذاتية ما يملأ قبة الصخرة؛ وجدتني أفتح الباب وأدخل إلى الشارع! كما عبر كاتب غربي نسيت اسمه.



هكذا وجدتني أعود أدراجي كرة أخرى، فإذا الإنسان ذئب الإنسان يفري أخاه فرياً شديداً، وإذا الحياة هي الحياة: تلد بنيها، ثم تعود فتختل لهم، وتفعل بهم ما تفعله القطة الغادرة بصغارها العمي العاجزين.



فبئس الناس وبئس الحياة..
سئمت كل قديم
عرفته في حياتي
إن كان عندك شيء
من الجديد فهاتِ "

عبد الله بن عبد العزيز الهدلق