Home > Author > أحمد عصيد

أحمد عصيد QUOTES

2 " ويمكن القول إن النصوص التاريخية تفيدنا بأن السلطان المغربي آنذاك الذي هو مولاي سليمان اعتنق فعلا الوهابية مما ألقى بظلال من التوتر على علاقته بالجوار القبلي الأقرب إليه وهو قبائل الأطلس المتوسط المحيطة بفاس ومكناس، وبسبب تفشي هذه العقيدة العنيفة بين حاشيته والمقربين إليه، فقد اعتبر المحيط المخزني آنذاك القبائل المذكورة من «المجوس المارقين»، وأعلن الجهاد ضدّها بالطريقة الوهابية المتداولة آنذاك في جزيرة العرب.
انتهت الحرب بين الطرفين بانهزام السلطان وحاشيته التي عادت منكسرة إلى فاس، وتركت السلطان أسيرا بين يدي الأمازيغ، الذين عاملوه معاملة حسنة وأكرموه، وشرعوا في تعريفه بتقاليدهم وعاداتهم وقوانينهم وطريقتهم في تدبير شؤون الجماعة وحلّ مشاكلها، والهدف هو دفع الملك إلى المقارنة بين تقاليد القبائل وتقاليد المخزن وحاشيته، لكي يدرك أسباب عدم التفاهم بين الطرفين.
عاد السلطان إلى عاصمته وقضى زمنا في التأمل والتفكير والتدبر، لينتهي اختياره إلى اعتزال الحكم، تاركا رسالة هامة إلى أهل فاس مما ورد فيها «يا أهل فاس إن شئتم أمان أنفسكم فعليكم بحلف البربر فإن لديهم قوانين تحمي من الظلم». "

أحمد عصيد

4 " نجح الداعشي الصغير المنتسب إلى الأمازيغ (والذي لا يعرفه أي واحد منهم) نجاحا باهرا في أمر واحد، أنه حول اهتمام الإعلام والجمهور من طرح الإشكاليات الرئيسية التي تداولها الفاعلون الأمازيغيون داخل المنتدى العالمي حول تدبير التنوع والتعددية، وإحقاق الحقوق الثقافية واللغوية والاجتماعية والاقتصادية للشعب المغربي، إلى مهاترات ما فتئ يردّدها أولائك الذين يمتعضون من سماع كلمة أمازيغية، لأنهم جُبلوا على الاغتراب الإيديولوجي وثقافة الإقصاء والكراهية. أولائك الذين لا يعرفون من الخطاب الأمازيغي إلا السعي إلى "طرد العرب من المغرب"، وكأن عرب المغرب لا يحملون شيئا من أمازيغية الأرض والتاريخ والحضارة، وعندما نسألهم أين وجدوا ذلك في أدبيات الحركة يحيلون على نقاشات الـ"فيسبوك" التي أبطالها أشخاص شبحيون بلا ملامح ولا أسماء. وها قد صار لهم اليوم شخص بعينه ولحمه ودمه، لكنه كان من الغباء أنه لم يحسن تقمص شخصية من يريد تدميرهم، كما لم يختر الزمان ولا المكان المناسبين.

- "دواعش" الأمازيغ - "

أحمد عصيد

5 " ومكمن الغلط في هذا الخلط الذي وقع فيه هؤلاء هو أنهم لم ينتبهوا إلى أن الاصطدام الأول بين العرب الأمويين والأمازيغ لم يعرف استيطانا للعرب في بلادنا، حيث كانت الحروب تنتهي إما بانتصار الأمازيغ وطرد العرب الغزاة، أو بانتصار العرب وتنصيب أحد الولاة الذي تكون مهمته أساسا الحرص على بعث الغنائم والرقيق إلى الخليفة في دمشق، مما كان يحذو بالأمازيغ إلى الاستمرار في المقاومة إلى أن يندحر العرب من جديد ويعودون من حيث أتوا، وهو الصراع الذي استمر بدون هوادة ولم يتوقف إلا بانهيار دولة الأمويين واستقلال المغرب عن المشرق استقلالا سياسيا تاما مع ثورة ميسرة المدغري كما هو معلوم، حيث انطلق الأمازيغ المغاربة في بناء دولهم المستقلة في إطار الإسلام السني أو في إطار المذهب الشيعي أو الخارجي أو ديانات خاصة ـ كما هو شأن برغواطةـ ابتداء من 123 هجرية، فأسسوا إمارات عديدة عرفت ازدهارا كبيرا إلى أن جاء المرابطون الذين اكتسحوا رقعة واسعة. "

أحمد عصيد