Home > Author > فالح عبد الجبار

فالح عبد الجبار QUOTES

1 " منذ بدء «الحملة الإيمانية» في عام 1993، تغير الحزب والمجتمع تغيرا كبيرا، وتغير معهما المخيال الشتي. جاء التحول مفاجئا للجميع: في اجتماع لقيادة الحزب، تساءل الزعيم عن طبيعة «حزب البعث»: أهو علماني أم إيماني؟ وأجاب بأنه اختار أن يكون إيمانيا. وكان هذا الانقلاب الأيديولوجي ناجما عن الهزيمة والانهيار الناتجين من حرب الكويت، وإعلان إفلاس أيديولوجي. ستنطوي الحملة الإيمانية على خليط من التربية الدينية، وتحديد أشكال السلوك واللباس، وقائمة قاسية من مدونة عقاب جديدة.
في فترة قصيرة، تحجب قادة اتحاد المرأة الرسمي، ثم عضوات الحزب، وعضوات منظمات الطلاب والشباب، وانتهى الأمر بتصميم حجاب خاص لهدی صالح مهدي عماش، عضوة القيادة القطرية في حزب البعث»، وكذا للنساء في جیش القدس» الذي شكل لاحقا.
صدرت قرارات متلاحقة لتعميم «الأسلمة»: تنظيم دورات دينية للحزبين، ثم لعموم الطلاب إلزام الطلاب والحزبين بحضور دروس دينية كانت تقام في الجوامع يوميا، وتحت إشراف «حزب البعث» ومسؤوليته عن الحضور والمناقشة والالتزام. واستمر هذا عشر سنوات.
صدرت مدونة عقوبات جديدة: قرارات بقطع يد السارق، نفذت في أكثر من مكان؛ و قرار بإلقاء ثلاثة من «فدائيي صدام» من سطح بناية عالية في البصرة، بتهمة اللواط؛ وصدر قرار بسجن البعثي ثلاث سنوات إذا بط وهو يلعب القمار؛ وأعلن - أكثر من مرة - عن قطع رؤوس نساء بالسيف، بتهمة الدعارة (وهي أمور اتبعتها «القاعدة» و«داعش»، اعتمادا على الكتب نفسها التي درسها القادة الحزبيون في «الحملة الإيمانية»)؛ إضافة إلى كثير من الإجراءات الحزبية والقانونية، ومنها قرار بإطلاق سراح السجين المحكوم عليه في قضية جنائية إذا حفظ جزءا من القرآن أو أكثر من جزء، أو حتى القرآن كله، بحسب مدة حكمه، وبغض النظر عن جريمته، واعتبر القرار أن حفظ ذلك المقدار من الآيات هو بمنزلة توبة مقبولة. "

فالح عبد الجبار , دولة الخلافة : التقدم إلى الماضي ، داعش والمجتمع المحلي في العراق