Home > Author > >

" إن الدهاء الذي تتسم به هذه الإمبراطورية الحديثة يتجاوز كل ما صنعه فرسان الرومان والغزاة الأسبان وقوى الإستعمار الأوروبي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. فنحن قراصنة الإقتصاد على درجة عالية من الإحتراف، إذ اننا وعينا دروس التاريخ. نحن اليوم لا نحمل سيوفا ولا نرتدي دروعا او ملابس تعزلنا عن غيرنا. ففي بلاد مثل الإكوادور ونيجيريا وإندونسيا نرتدي ملابس كالتي يرتديها المدرسون المحليون وأصحاب المحال التجارية. وفي واشنطن وباريس نبدو كموظفي الحكومة والبنوك متواضعين وعاديين، نزور مواقع المشروعات ونتسكع داخل القرى الفقيرة، نتظاهر بإنكار الذات ونحدث الصحف المحلية عن الأعمال الإنسانية العظيمة التي نؤديها. نغطي طاولات مؤتمرات اللجان الحكومية بأوراقنا ومشاريعنا المالية، ونحاضر في كلية إدارة الأعمال في هارفارد عن عجائب المشروعات الإقتصادية الكبرى. حققنا مكانة مرموقة في الحياة العامة أو هكذا رسمنا صورة لأنفسنا وتقبلنا أنفسنا، بهذه الطريقة ينجح النظام. ونادرا ما نلجأ للخروج عن القانون. فالنظام نفسه مبني على خدعة والنظام بشكل محدد يوصف بأنه قانوني. "


Image for Quotes

 quote : إن الدهاء الذي تتسم به هذه الإمبراطورية الحديثة يتجاوز كل ما صنعه فرسان الرومان والغزاة الأسبان وقوى الإستعمار الأوروبي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
 فنحن قراصنة الإقتصاد على درجة عالية من الإحتراف، إذ اننا وعينا دروس التاريخ. نحن اليوم لا نحمل سيوفا ولا نرتدي دروعا او ملابس تعزلنا عن غيرنا. 
ففي بلاد مثل الإكوادور ونيجيريا وإندونسيا نرتدي ملابس كالتي يرتديها المدرسون المحليون وأصحاب المحال التجارية. وفي واشنطن وباريس نبدو كموظفي الحكومة والبنوك متواضعين وعاديين، نزور مواقع المشروعات ونتسكع داخل القرى الفقيرة، نتظاهر بإنكار الذات ونحدث الصحف المحلية عن الأعمال الإنسانية العظيمة التي نؤديها.
نغطي طاولات مؤتمرات اللجان الحكومية بأوراقنا ومشاريعنا المالية، ونحاضر في كلية إدارة الأعمال في هارفارد عن عجائب المشروعات الإقتصادية الكبرى.
حققنا مكانة مرموقة في الحياة العامة أو هكذا رسمنا صورة لأنفسنا وتقبلنا أنفسنا، بهذه الطريقة ينجح النظام. ونادرا ما نلجأ للخروج عن القانون. فالنظام نفسه مبني على خدعة والنظام بشكل محدد يوصف بأنه قانوني.