Home > Author > عبدالله ناصر >

" قفزة الثعلب كانت الحياة تعدو كل يومٍ نحوه مثل كرة قدم، فيتأخّر لثوانٍ فقط عن الإمساك بها، لتعبر ما بين ساقيه وتسير باستهتارٍ نحو الآخرين . لم يشكُ أبداً من رعشةٍ في يده أو عقله ولكنه الزمن ـ كما اعتاد أن يبرّر دوماً ـ الذي يتسارع بشكلٍ مفاجئ كلما حانت فرصته . كان يعيش على إيقاعٍ واحد ولنقل مثلاً أنه الفوكس تروت / قفزة الثعلب بخطوها الثنائي والرتيب بينما كانت أقداره تتمايل على إيقاع الرومبا الراقص . كان يتأخّر عن حضور مواعيده الهامة، وعن إبداء أسفه على ذلك أيضاً . كان يتأخّر على الشفتين السانحتين والخصر المُولع بالرقص فتسبقه إليهما قبلةٌ فطِنة وذراعٌ يقِظ . كان يتأخّر على الموت حتى اصطحب والديه، و على مجلس العزاء حتى تَخَاصم مع إخوته وأخواته . عاهد نفسه أخيراً أن يتعجّل ابتداءً من الغد، في الوقت الذي أخذت أقداره ـ التي خلت من الأحداث الهامة ـ تتراخى وتخطو كثعلبٍ عجوز . "

عبدالله ناصر , فن التخلي


Image for Quotes

عبدالله ناصر quote : قفزة الثعلب كانت الحياة تعدو كل يومٍ نحوه مثل كرة قدم، فيتأخّر لثوانٍ فقط عن الإمساك بها، لتعبر ما بين ساقيه وتسير باستهتارٍ نحو الآخرين . لم يشكُ أبداً من رعشةٍ في يده أو عقله ولكنه الزمن ـ كما اعتاد أن يبرّر دوماً ـ الذي يتسارع بشكلٍ مفاجئ كلما حانت فرصته . كان يعيش على إيقاعٍ واحد ولنقل مثلاً أنه الفوكس تروت / قفزة الثعلب بخطوها الثنائي والرتيب بينما كانت أقداره تتمايل على إيقاع الرومبا الراقص . كان يتأخّر عن حضور مواعيده الهامة، وعن إبداء أسفه على ذلك أيضاً . كان يتأخّر على الشفتين السانحتين والخصر المُولع بالرقص فتسبقه إليهما قبلةٌ فطِنة وذراعٌ يقِظ . كان يتأخّر على الموت حتى اصطحب والديه، و على مجلس العزاء حتى تَخَاصم مع إخوته وأخواته . عاهد نفسه أخيراً أن يتعجّل ابتداءً من الغد، في الوقت الذي أخذت أقداره ـ التي خلت من الأحداث الهامة ـ تتراخى وتخطو كثعلبٍ عجوز .