Home > Author > صنع الله إبراهيم >

" لقد ارتكبت منذ البدايه خطا لايغتفر فقد كان من واجبى لا اقف امامكم وانما ان اقف ضدكم. ذلك ان كل مسعى نبيل على هذة الارض يجب ان يتجة للقضاء عليكم واسارع فاقول اننى لست من الساذجة بحيث اتصور ان هذا الهدف لو تحقق سيكون نهاية المطاف اذا ان من طبيعة الامور ان تحل مكانكم لجنه جديدة ومهما كان حسن نواياها وسلامه اهدافها فلن يلبث الفساد ان يتطرق اليها وتصبح عقبه بعد ان كانت علامه ويتحتم ازالتها بعد فتره من الوقت طالت ام قصرت لكننى تبينت من استقرائى للتاريخ والحالات المماثله انه عن طريق هذة العمليات بالذات عملية التغيير والاحلال المتكررة. ستفقد جماعتكم تدريجيا مالها من سطوه بينما ترتفع مقدره امثالى على مواجهاتها والتصدى لها الا اننى للاسف لن اكون هنا عندما يحدث ذلك بسبب المصير المقرر لى والذى يعود فى احد جوانبة الى الطموح الذى تجاوز امكانياتى وسعى المهووس وراء المعرفة لكن مايخفف من اسفى هو ثقتى بما سيحدث مهما طال الوقت فهو منطق التاريخ وسنة الحياة..لم ابالغ فى كلمتى ولم يجرفنى تيار الحديث امام المسجلة فالان وانا اتامل كل شى بعين متجرده واحسب المكاسب والمخاسر بنظرة شامله اجدنى غير نادم على المصير الذى ينتظرنى وبالمقارنه مع مصائر الاخرين -من جيلى على الاقل- لايوجد مايعيبه. مايبعث على الاسف حقيقة ان اليوم العظيم سيفوتنى لكن هذا نفسه لم يكن ذى قيمة كبيرة طالما اننى موقن بمجيئه.. واذا وصلت لهذة النتائج شعرت بصفاء عقلى غريب وامتلا صدرى بسكينه نادرا ماعرفتها ومرت بى لحظات من النشوه لم اعهدها الا عندما اصغى للموسيقى واردت ان يطول بى امد هذة اللحظات حتى النهاية فلجات الى مالدى من تسجيلات موسيقيه اعتز بها.فقلبت بينها طويلا مستبعدا مايتميز منها بالالحان العذبه الرقيقة كاموتسارت او جريج او يغلفة الشجن كمؤلفات شوبرت وتشايكوفسكى وعفت نفسى بالمثل عن العوالم الساحرة لبرليوز وسكربايين والتأملية الرصينه لمالر و سيبيليوس..وقع اختيارى اخيرا على اعمال سيزار فرانك الذى يتحول جلال الشك عنده الى نعمه اليقين. وكارل اورف الذى يتفجر بالحيويه والصراع.وبيتهوفن الذى يتغنى بالانتصار والفرح بعد الالم.وشوستاكوفتش الذى يمزج كل هذا بالسخرية.
كان الظلام قد حل فوضعت تسجيلات هولاء المبدعين العظام فى متناول يدى واخدت مكانى المفضل خلف المكتب عند الحائط الاخير لمسكنى ومضيت انصت للموسيقى التى ترددت نغماتها فى جنبات الحجرة وبقيت فى مكانى مطمئنا منتشيا حتى انبلج الفجر "

صنع الله إبراهيم


Image for Quotes

صنع الله إبراهيم quote : لقد ارتكبت منذ البدايه خطا لايغتفر فقد كان من واجبى لا اقف امامكم وانما ان اقف ضدكم. ذلك ان كل مسعى نبيل على هذة الارض يجب ان يتجة للقضاء عليكم واسارع فاقول اننى لست من الساذجة بحيث اتصور ان هذا الهدف لو تحقق سيكون نهاية المطاف اذا ان من طبيعة الامور ان تحل مكانكم لجنه جديدة ومهما كان حسن نواياها وسلامه اهدافها فلن يلبث الفساد ان يتطرق اليها وتصبح عقبه بعد ان كانت علامه ويتحتم ازالتها بعد فتره من الوقت طالت ام قصرت لكننى تبينت من استقرائى للتاريخ والحالات المماثله انه عن طريق هذة العمليات بالذات عملية التغيير والاحلال المتكررة. ستفقد جماعتكم تدريجيا مالها من سطوه بينما ترتفع مقدره امثالى على مواجهاتها والتصدى لها الا اننى للاسف لن اكون هنا عندما يحدث ذلك بسبب المصير المقرر لى والذى يعود فى احد جوانبة الى الطموح الذى تجاوز امكانياتى وسعى المهووس وراء المعرفة لكن مايخفف من اسفى هو ثقتى بما سيحدث مهما طال الوقت فهو منطق التاريخ وسنة الحياة..لم ابالغ فى كلمتى ولم يجرفنى تيار الحديث امام المسجلة فالان وانا اتامل كل شى بعين متجرده واحسب المكاسب والمخاسر بنظرة شامله اجدنى غير نادم على المصير الذى ينتظرنى وبالمقارنه مع مصائر الاخرين -من جيلى على الاقل- لايوجد مايعيبه. مايبعث على الاسف حقيقة ان اليوم العظيم سيفوتنى لكن هذا نفسه لم يكن ذى قيمة كبيرة طالما اننى موقن بمجيئه.. واذا وصلت لهذة النتائج شعرت بصفاء عقلى غريب وامتلا صدرى بسكينه نادرا ماعرفتها ومرت بى لحظات من النشوه لم اعهدها الا عندما اصغى للموسيقى واردت ان يطول بى امد هذة اللحظات حتى النهاية فلجات الى مالدى من تسجيلات موسيقيه اعتز بها.فقلبت بينها طويلا مستبعدا مايتميز منها بالالحان العذبه الرقيقة كاموتسارت او جريج او يغلفة الشجن كمؤلفات شوبرت وتشايكوفسكى وعفت نفسى بالمثل عن العوالم الساحرة لبرليوز وسكربايين والتأملية الرصينه لمالر و سيبيليوس..وقع اختيارى اخيرا على اعمال سيزار فرانك الذى يتحول جلال الشك عنده الى نعمه اليقين. وكارل اورف الذى يتفجر بالحيويه والصراع.وبيتهوفن الذى يتغنى بالانتصار والفرح بعد الالم.وشوستاكوفتش الذى يمزج كل هذا بالسخرية.<br />كان الظلام قد حل فوضعت تسجيلات هولاء المبدعين العظام فى متناول يدى واخدت مكانى المفضل خلف المكتب عند الحائط الاخير لمسكنى ومضيت انصت للموسيقى التى ترددت نغماتها فى جنبات الحجرة وبقيت فى مكانى مطمئنا منتشيا حتى انبلج الفجر