ملكٌ كانَ على بابِ السماء يختمُ أوراقَ الوفودِ الزائرة طالباً من كلّ آتٍ نُبذة مُختصرة عن أراضيهِ . . وعمن أحضره • قالَ آتٍ : أنا من تلكَ الكُرة آُنتُ في طائرةٍ مُنذُ قليل غيرَ أني قبلَ أن يطرفَ جَفني جئتُ محمولاً هُنا فوقً شظايا الطائرة ! • قالَ آتٍ : أنا من تلكَ الكُرة مُنذُ ساعاتٍ رآبتُ البحرَ لكن جئتُ محمولاً على متنِ حريق الباخرة ! • قالَ آتٍ : أنا من تلكَ الكُرة وأنا لم أركبِ الجوّ أو البحرَ ولا أملُكُ سِعرَ التذكرة كنتُ في وسطِ نقاشٍ أخويٌ في بلادي غير أني جئتُ محمولاً على متنِ رصاصِ المجزرة! • قالَ آتٍ : أنا من تلكَ الكُرة آنتُ من قبلِ دقيقة أتمشى في الحديقة أعجبتني وردةٌ حاولتُ أن أقطفها . . . فاقتطفتني وعلى باب السماواتِ رمتني لم أكن أعلمُ أنّ الوردةَ الفيحاءُ تغدو عبوةٌ متفجرة • أنا من تلكَ الكُرة . . . في انقلابٌ عسكري • أنا من تلكَ الكُرة اجتياحٌ أجنبي • أنا من . . . أعمالُ عُنفٍ في كرا تشي • أنا . . . . . حربٌ دائرةٌ • ثورةٌ شعبيةٌ في القاهرة • عُبوةٌ ناسفة • طلقةُ قنا ص • كمين • طعنة في الظهرِ • ثأرٌ • هزةٌ أرضيةً في أنقره • أنا . . . • من . . . • تلكَ ا ل . . . • . . . كرة الملاكُ اهتزّ مذهولاً وألقى دفتره : أأنا أجلسُ بالمقلوبِ أم أنّي فقدتُ الذاكرة ؟ أسألُ الله الرضا والمغفرة إن تكُن تلكَ هي ا لدُنيا . . . فأينَ الآخِرة ؟ ! "