Home > Author > Abd al-Rahman al-Kawakibi >

" ترتعد فرائص المستبدّ من علوم الحياة مثل الحكمة النّظريّة، والفلسفة العقليّة، وحقوق الأمم وطبائع الاجتماع، والسّياسة المدنيّة، والتّاريخ المفصّل، والخطابة الأدبيّة، ونحو ذلك من العلوم الّتي تكبِّر النّفوس وتوسّع العقول وتعرِّف الإنسان ما هي حقوقه وكم هو مغبون فيها، وكيف الطّلب وكيف النّوال، وكيف الحفظ. وأخوف ما يخاف المستبدّ من أصحاب هذه العلوم المندفعين منهم لتعليم النّاس بالخطابة أو الكتابة وهم المعبّر عنهم في القرآن بالصّالحين والمُصلحين في نحو قوله تعالى: (أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون)، وفي قوله: (وما كان ربّك ليُهلك القرى بظلمٍ وأهلها مصلحون)، وإن كان علماء الاستبداد يفسّرون مادّة الصّلاح والإصلاح بكثرة التّعبّد، كما حوّلوا معنى مادّة الفساد والإفساد: من تخريب نظام الله إلى التّشويش على المستبدّين. "

Abd al-Rahman al-Kawakibi , طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد


Image for Quotes

Abd al-Rahman al-Kawakibi quote : ترتعد فرائص المستبدّ من علوم الحياة مثل الحكمة النّظريّة، والفلسفة العقليّة، وحقوق الأمم وطبائع الاجتماع، والسّياسة المدنيّة، والتّاريخ المفصّل، والخطابة الأدبيّة، ونحو ذلك من العلوم الّتي تكبِّر النّفوس وتوسّع العقول وتعرِّف الإنسان ما هي حقوقه وكم هو مغبون فيها، وكيف الطّلب وكيف النّوال، وكيف الحفظ. وأخوف ما يخاف المستبدّ من أصحاب هذه العلوم المندفعين منهم لتعليم النّاس بالخطابة أو الكتابة وهم المعبّر عنهم في القرآن بالصّالحين والمُصلحين في نحو قوله تعالى: (أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون)، وفي قوله: (وما كان ربّك ليُهلك القرى بظلمٍ وأهلها مصلحون)، وإن كان علماء الاستبداد يفسّرون مادّة الصّلاح والإصلاح بكثرة التّعبّد، كما حوّلوا معنى مادّة الفساد والإفساد: من تخريب نظام الله إلى التّشويش على المستبدّين.