Home > Author > أمين معلوف >

" يصف الشهور التي سبقت سقوط غرناطة وتسليمها من قبل أبي عبد الله الصغير آخر ملوك الأندلس
يقول: لم يكن أبو عبد الله راغبا في الحرب ولا في الشهادة ... لم يكن يفكر إلا في الهرب من العراك. مرسلا إلى الملك فرديناند الرسالة تلو الرسالة ولو يكن يذكر في تلك الرسائل غير موعد الاستسلام يحدده الغالب بالأسابيع والمغلوب بالشهور لعل يد الله تعالى تبطل في أُثنائها تدابير الناس الهشة بمشيئة مباغته كطوفان أو طاعون أو زلزال يهلك كبار إسبانيا
....
كان الجو باردا هذا العام في غرناطة، وكان مع البرد الخوف، وكان الثلج أسود بفعل التربة المفلوحة والدم. وما كان أشد الألفة مع الموت، وما كان أقرب المنفى، وما كان أقسى تذكر أفراح الماضي.
....
خرج الأهالي خلال يومين كاملين زاعقين بأبشع المثالب في وجه السلطان، فارضين عليه بلا تحفظ أن يقاتل أو يسالم بدلا من أن يطيل إلى ما لا نهايةٍ أمد وضعٍ تخلو معه الحياة من البهجة، والموت من المجد. "

أمين معلوف


Image for Quotes

أمين معلوف quote : يصف الشهور التي سبقت سقوط غرناطة وتسليمها من قبل أبي عبد الله الصغير آخر ملوك الأندلس<br />يقول: لم يكن أبو عبد الله راغبا في الحرب ولا في الشهادة ... لم يكن يفكر إلا في الهرب من العراك. مرسلا إلى الملك فرديناند الرسالة تلو الرسالة ولو يكن يذكر في تلك الرسائل غير موعد الاستسلام يحدده الغالب بالأسابيع والمغلوب بالشهور لعل يد الله تعالى تبطل في أُثنائها تدابير الناس الهشة بمشيئة مباغته كطوفان أو طاعون أو زلزال يهلك كبار إسبانيا<br />....<br />كان الجو باردا هذا العام في غرناطة، وكان مع البرد الخوف، وكان الثلج أسود بفعل التربة المفلوحة والدم. وما كان أشد الألفة مع الموت، وما كان أقرب المنفى، وما كان أقسى تذكر أفراح الماضي.<br />....<br />خرج الأهالي خلال يومين كاملين زاعقين بأبشع المثالب في وجه السلطان، فارضين عليه بلا تحفظ أن يقاتل أو يسالم بدلا من أن يطيل إلى ما لا نهايةٍ أمد وضعٍ تخلو معه الحياة من البهجة، والموت من المجد.