Home > Author > مصطفى لطفي المنفلوطي >

" معتقدًا أنَّ الحياة الدنيا معبرٌ يعبره إلى الحياة الأخرى، وأنه محاسبٌ في أخراه حسابًا غير يسيرٍ على ما فرط في أولاه، وأنَّ الله لا يقبل منه في موقف الحساب من المعاذير إلا ما رَخَّصَ له فيه، أو رفع عنه مَئُونَتَهُ. فلا سبيل له إلا أنْ يلبَس ثوب الإسلام مَعْلَمًا، لا خائفًا ولا مترقبًا، ولا متنكرًا ولا متكتمًا، ولا محتفلًا بقول العيسوي أو الموسوي له: «أنت متعصبٌ!» ولا بقول الملحد أو الجاحد: «أنت مخرفٌ!» فهو ليس متعصبًا بل متمسكًا، ولا مخرفًا بل مستيقنًا. وأنْ يعترف به جهرةً في جميع مواطنه ومواقفه، لا مُسْتَحْييًا ولا خَجِلًا، قد انقضى عهد الإسرار والإخفاء من تاريخ ذلك اليوم الذي أسلم فيه عمر بن الخطاب، فمشى إلى المسجد الحرام حيث يجتمع كفار قريشٍ، وأعلن فيه إسلامه بين هياجهم ونقمتهم، ثم مرَّ يقرع أبواب رؤسائهم بابًا بابًا، فإذا فتحوا له حدثهم عن إسلامه، فضربوا الباب في وجهه غيظًا وحنقًا. "

مصطفى لطفي المنفلوطي , النظرات


Image for Quotes

مصطفى لطفي المنفلوطي quote : معتقدًا أنَّ الحياة الدنيا معبرٌ يعبره إلى الحياة الأخرى، وأنه محاسبٌ في أخراه حسابًا غير يسيرٍ على ما فرط في أولاه، وأنَّ الله لا يقبل منه في موقف الحساب من المعاذير إلا ما رَخَّصَ له فيه، أو رفع عنه مَئُونَتَهُ. فلا سبيل له إلا أنْ يلبَس ثوب الإسلام مَعْلَمًا، لا خائفًا ولا مترقبًا، ولا متنكرًا ولا متكتمًا، ولا محتفلًا بقول العيسوي أو الموسوي له: «أنت متعصبٌ!» ولا بقول الملحد أو الجاحد: «أنت مخرفٌ!» فهو ليس متعصبًا بل متمسكًا، ولا مخرفًا بل مستيقنًا. وأنْ يعترف به جهرةً في جميع مواطنه ومواقفه، لا مُسْتَحْييًا ولا خَجِلًا، قد انقضى عهد الإسرار والإخفاء من تاريخ ذلك اليوم الذي أسلم فيه عمر بن الخطاب، فمشى إلى المسجد الحرام حيث يجتمع كفار قريشٍ، وأعلن فيه إسلامه بين هياجهم ونقمتهم، ثم مرَّ يقرع أبواب رؤسائهم بابًا بابًا، فإذا فتحوا له حدثهم عن إسلامه، فضربوا الباب في وجهه غيظًا وحنقًا.